د. محمد عبدالله الخازم
عندما أعلن عن برنامج «خبرات» قبل أشهر، كتبت عن إيجابياته وكرر البعض تساؤلات عدة حول إمكانية تنفيذه، لكن عزم وزارة التعليم وتبني معالي الوزير شخصياً لفكرة تدريب المعلمين في مختلف دول العالم، قاد إلى أن أصبح البرنامج واقعاً بعد إعلان أسماء المعلمين والمعلمات المرشحين له.
البرنامج عبارة عن تدريب عملي مكثف لأكثر من ألف معلم - كدفعة أولى- في دول متقدمة تعليمياً كفنلندا وكندا وبريطاينا وأمريكا وغيرها. مدته ستة أشهر نصفها لتحسين اللغة وبعض الجوانب النظرية والباقي تطبيق ومشاهدة عملية في المدارس.
هذا يعني أن المعلم السعودي سيتمكن من التعرف على تجربة عالمية في كيفية التدريس وإدارة الفصل والمدرسة والمناهج وغير ذلك، وحين يعود سيحاول نقل مشاهداته وما تعلمه وتطبيق ما هو مفيد منه. وقد شدد وزير التعليم على هذه النقطة في كلمته للمعلمين، بأن يعتبر كل معلم نفسه مدرباً على ما تعلمه بعد عودته..
اهتمامي بالموضوع ينبع من أولاً؛ إيجابيته نحو تطوير اداء المعلمين، حيث إن المعلم، كأي مهني، يحتاج إلى التطوير والتدريب المستمر، وهذا البرنامج يصب في تلك الحلقة. خبرات سيبعث رسالة للمعلم بحرص وزارته على برامج التطوير المناسبة له، حتى ولو كانت مكلفة وخارج المملكة. طبعاً أتوقع هنا بأن برنامج خبرات سيأتي ضمن برامج تطويرية أخرى محلية وخارجية وستتطور ملامحه وخصوصاً مع صدور ما يعرف برخصة المعلم وربط تجديدها بالحصول على كم مناسبة من التدريب والتطوير المستمر.
وثانياً؛ ما له علاقة بالابتعاث، وقد طالبت سابقاً بأن نتجاوز حصر الابتعاث في برامج أكاديمية تقود لدرجات علمية عليا. لسنا بحاجة إلى التحاق جميع المعلمين ببرامج دراسات عليا ولكننا بحاجة إلى تطويرهم وزيادة خبراتهم الميدانية قدر الإمكان. هذا ينطبق على عملية الابتعاث بشكل إجمالي واقتراحاتي السابقة بأن يعاد تقنينه بحيث يضاف له كم أكبر من التدريب القصير وتبادل الطلاب والبرامج الاختيارية القصيرة في كافة المجالات. بل أكرر مطالبي بأن تتوقف وزارة التعليم عن الابتعاث للدراسات العليا فتلك مهمة الجهات المختلفة كل وفق احتياجه وليكن تركيزها على ابتعاث المتميزين لمرحلة البكالوريس وتفعيل برامج التدريب للكفاءات العاملة والتبادل الطلابي/ الاختياري لطلاب الجامعات لفترات قصيرة لا تزيد عن العام.
برنامج خبرات يحقق ذلك ويمثل نموذجاً لم يكن سائداً في الابتعاث، نرجو تبني مثله في تخصصات أخرى كالتخصصات الصحية وأن يكمل المشروع- كما ألمحت أعلاه- بتطوير برنامج التدريب الطلابي أو ما يدخل تحت مسمى التبادل الطلابي، بحيث يتاح للمتميزين من طلاب الجامعات السعودية سواء في كليات التربية أو غيرها قضاء فترات قصيرة من فصل إلى فصلين في جامعات أجنبية لغرض تطوير معارفهم وثقافاتهم ومنحهم الثقة والخبرة التي تعود لهم ولجامعاتهم بالفائدة.