ناصر الصِرامي
الجدل مفيد.. ولا يوجد حوار سلبي، طالما الالتزام بحدود الكلمات، ما هو أكثر من الكلام.. لغة الجسد وبعض المشاعر.. ومن لغة الإشارة ذاتها..!
أقول قولي هذا - واستغفر الله لي ولكم - ونحن وسط هرج ومرج عجيب بين المواطن هداه الله، والمسؤول رعاه الله، وكأننا أصبحنا فجأة شخصين، أو طائفتين.. أو طرفين متواجهين لا شركاء..!
صاحب المنصب مهما كان، في مرمى النقد دائمًا.. وهذا الوضع الطبيعي.. وهو أمر ليس بالجديد، ولا بالخبر، بل هو الاعتيادي أمام من يقبل بتكليف المسؤولية العامة وتحملها!
نكرر في درس الصحافة الأول أن الخبر هو: «أن يعض إنسان كلبًا!»، وليس العكس أبدًا!، وهو إشارة (رمزية) لقيمة الغرابة والدهشة في الخبر والقصة لتكون مثيرة ومسموعة ومتداولة!
والحال كذلك.. حين يكون المواطن محل النقد، ويأخذ المسؤول مقعده، ويبدأ في لوم «المواطن» وتقصيره، كسبب لما وصلت إليه الأمور الاقتصادية والثقافية والرياضية والاجتماعية..الخ.. وما قد تصل إليه الآن وغدًا، هذا بالتأكيد مشهد صحفي مثير..!
ولسبب «ما» نسينا أن الطبيعي أن المسؤول-وزيرًا أو مديرًا- هو المحاسب أولاً أمام الرأي العام، وليس العكس!
لكن ماذا إن كان هذا المواطن الطيب متهمًا، حيث فكره هو سبب أزمة «الإسكان» في بلد مساحته كبيرة، ومنها جزء لا يستهان به صالح للسكن!.
فيما كسل وإنتاج موظف «الخدمة المدنية» وإنتاجيته لا تتجاوز ساعة في اليوم، وهو سبب الترهل في الجهاز الحكومي، بغض النظر عن ساعات الدوام اليومية والاضطرارية، سواء أكان جراحًا ماهرًا، أو معلمًا مجتهدًا وفطنًا، ينقذ العشرات، واحترامًا- لن أتحدث عن موظف جمارك يحبط عمليات التهريب عبر حدود وطننا الممتدة عبر البر والبحر.. ولن أتحدث عن رجال الأمن الشجعان ممن يواجهون الجريمة المنظمة والإرهاب، ولا عن الجنود في الجيش والحرس البواسل، فهم ليسوا مدنيين ولله الحمد!
وثمة هذا المواطن الطيب هو أيضًا بتردده أو لنقل تراخيه عن ربط الحزام.. قد يؤدي بإهماله للجوانب «المالية» وخبرته في «الاقتصاد» إلى إفلاسنا..!
وهو -هداه الله - لا يفهم في الشعر أو النقد أو «الإعلام».. ويتصيد الأخطاء المتعددة..!
كما ومن المعيب أن تكون أكبر الأخطاء بناء جامعات وكليات ومدارس!
بالتأكيد هناك خلل ما.. خلل في التسويق والتنسيق.. والرسالة والمرسل.
ثم لنعترف أيضًا، ليس لدينا بعد أفضل جهاز تنفيذي في العالم.. والتنفيذيون الحكوميون ليسوا مستقدمين من قوقل أو ميكروسوفت أو أوركل أو ناسا.. إنهم منا وفينا.. مواطنون.. حدث أن نالوا الثقة برتبة وزير، أو مسؤول.