المملكة والله الحمد مكانتها عالية في المحافل الدولية منذ توحيد هذا الكيان العظيم والمعطاء على يد موحدها الملك عبدالعزيز ورجاله العظماء والأشاوس عام (1351هـ) الذين قطعوا الفيافي والصحاري ولمدة أكثر من (31) عاماً حتى تم توحيد هذا الكيان تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) راية التوحيد التي تعتمد على كتاب الله وسنة نبيه محمد- صلى الله عليه وسلم- وبعد هذا عم الأمن والاستقرار والرخاء وأصبح المواطن يأمن على (نفسه وماله وعرضه ودمه ودينه)، وامتد هذا الأمن حتى على المقيم على هذه الأرض الطيبة ودبت التنمية في جميع مناحي الحياة (الدينية والتعليمية والصحية والأمنية والاجتماعية وبقية الخدمات الأساسية الأخرى، وصار على هذا المنهج أبناؤه الكرام غفر الله لأبنائه الملوك وأسكنهم فسيح جناته حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية ولم تغفل هذه الدولة السعودية علاقتها الخارجية مع الدول العربية والإسلامية والصديقة حيث كونت العلاقات الخارجية الصحيحة المعتمدة على الاحترام الدبلوماسي بموجب الأعراف الدولية التي تعتمد على عدم التدخل في شئون الغير، كذلك لا تسمح بأن يتدخل أحد من هذه الدول في سياستها الداخلية والخارجية باعتبارها كيانا مستقلا لذا حرصت المملكة على يد المعونة والمساعدة للمحتاج في جميع بقاع العالم بغض النظر عن الديانات السماوية الإسلامية والمسيحية واليهودية بدافع إنساني وآدمي وأخلاقي، فمدت جسور الإغاثة للمنكوبين في الكوارث الطبيعية والشعوب التي أصابها القحط والمجاعة، فهذا ما أوضحه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في كلمة المملكة التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور جميع دول العالم تحت مظلة هذه الجمعية والمملكة تعتبر من الأعضاء المهمين والمؤسسين لهذه الجمعية فقد أوضح حفظه الله أن المملكة تمد يد العون لكل من يحتاج إلى هذه المساعدة، وهذا العون فالمملكة تعتبر أول الدول في هذا الدعم دون منة أو فضل إلا من الله سبحانه وتعالى فبصماتها واضحة، كما أوضح ذلك سموه فهي بذلت مليارات المليارات خلال العقود الأربعة الماضية حيث تعتبر هذه الأموال تعادل أكثر من ميزانيات بعض الدول فخلاف هذه المساعدات العينية والمادية وقفت مع بعض الدول من أجل نصرة الحق وإعادته إلى نصابه كما هو الحالمع اليمن الشقيق عندما استغاث شعبه لنصرة وإعادة الشرعية له فبذلت كل ما تستطيع من مال وسلاح مع أشقائها دول التحالف لردع الظلم والعدوان الذي ركبه المخلوع علي صالح بمساندة ودعم من دولة الملالي الدولة الفارسية الصفوية (إيران) وما زالت في غيها هذا، ولكن سوف ينصر الله الحق {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} وهذا يسير ويسري على إخواننا في دولة سوريا الذي شتتهم (العلوي بشار الأسد) وجعلهم يعيشون مشردين يفترشون الأرض ويتلحفون السماء دون ذائقة أي طعام أو شراب شرد أبناء سوريا رجال ونساء أطفالاً وشيوخا أنزل عليهم البراميل المتفجرة التي تسحقهم وتأكل الرطب واليابس بمساندة ودعم الدولة الشوعية الروسية لكن دولة السلام دولة المحبة دولة الحرمين الشريفين التي أصلها ثابت وفرعها في السماء لم تنسهم لا في الداخل ولا في الخارج، ففي الداخل كما أوضح سموه أقامت لهم المخيمات في الأرض الأردنية التي استبدلتها الدولة السعودية مؤخراً بمخيمات شبه سكنية تتوفر فيها أساسيات الحياة من خدمات وكهرباء وماء ووفرت لهم الغذاء عن طريق (مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي تم دعمه مؤخراً بـ 75 مليون دولار، كما أوضح سموه إضافة إلى الرعاية الطبية والصحية من أطباء وأدوية ومستلزمات أخرى وخاصة (خام التطعيم) ضد الأمراض التي تحصل في مثل هذه المجمعات أما ما يخص داخل المملكة كما أوضح سموه أن هناك أكثر من (مليوني) سوري شقيق يتلقون الرعاية المعيشية والتعليمية سواء التعليم العام والمهنية والصحية مثلهم مثل أبناء الوطن، كذلك الدولة أعزها الله لم تنس إخواننا وأشقاءنا اليمنيين كما أوضح سموه في هذه الكلمة يخصون كما يخص إخوانهم السوريين بكل رعاية واهتمام ويستثنون من رسوم الإقامة هم وعوائهم كزائرين فالرعاية هنا تشمل الرعاية الأمنية والصحية والتعليمية حتى يعودوا إن شاء الله إلى بلدهم الأصلي هم وإخوانهم وإخواننا السوريون إلى بلدهما الأصلي بكل يسر وسهولة ويعيشون في بلدانهم كما كانوا سابقاً مستقرين ينعمون بالعيش الكريم كذلك المملكة لم تنس قضيتهما اليمنية والسورية حيث دافعت عنهم وعن حقوقهم المسلوبة في المحافل الدولية ودعمتهم ولقيت المملكة في هذا الجانب كل دعم وتأييد من أغلب الدول إن لم تكن كلها في دعم قضيتتهم وشرعيتها (في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وفي المحادثات الجماعية أو الثنائية وما زالت هذه الجود مستمرة ويكفي من هذه الجهود كمثال قرار مجلس الأمن (2216) الخاص باليمن الشقيق.
كما أوضح سموه في كلمة المملكة أمام هذا الحشد أن المملكة انكوت بنيران الإرهاب ولكن بحمد الله تم القضاء على أغلبها إن لم يكن كلها التي تجاوزت 269 قضية إرهابية بعضها يخص بعض الدول، وأوضح سموه أن للمملكة جهودا في المساعدة ومحاولة القضاء على هذه الآفة التي عمت أغلب الدول وما مركز الإرهاب الذي اقترحته المملكة ودعمته بالملايين إلا دليل على هذه الجهود حيث جاء ذلك بعد اجتماع أكثر من 40 دولة في مدينة الرياض لوضع إستراتيجية لمكافحة هذا الإرهاب والتطرف من قبل هذه الدول مجتمعة حيث إن هذه المراكز يعتبر مكانها بين أروقة الأمم المتحدة، كذلك لا ننسى جهود المملكة في التقرب والحوار بين الأديان وما مركز الملك عبدالله رحمه الله للحوار بين الأديان إلا دليل على وسطية المملكة وجهودها في التقارب والتجانس بين معتنقي هذه الديانات فنحن نقول كلنا ورجال ونساء شباباً وشيوخا شكراً لجهود مملكتنا مملكة الإنسانية مملكة احترام آدمية الشعوب في كل بقاع الأرض ويد المساعدة لهم والوقوف معهم في السراء والضراء دون منة بقيادة قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد متعهم الله بالصحة والعافية وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.