«الجزيرة» - محمد السنيد - فهد الفهد / تصوير - فواز الروقي - عبدالملك القميزي - عدنان المقبل:
تفقد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ابن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض جاهزية قطار «سار» للركاب في رحلة قام بها صباح امس باتجاه ( الرياض / المجمعة ، المجمعة / الرياض )، واطلع سموه على خدمات المحطتين وآلية عملها وتشغيلها. وقال الأمير فيصل بن بندر في تصريح صحفي عقب وصوله المجمعة: «بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قمت صباح امس برحلة تجريبية لقطار الشمال لأعطيه حفظه الله فكرة عن هذا المشروع الكبير من معطيات الوطن لأبناء الوطن». وأضاف أمير منطقة الرياض: «قيمة القطار المضافة واضحة وجلية في أكثر من مجال منها أمن الطرق والسلامة المرورية وراحة الإنسان التي هي الهدف الأساسي والأول للدولة» ، متوقعاً سموه تشغيل القطار بداية السنة الميلادية القادمة. ولفت سموه النظر إلى دراسات الجدوى من النواحي كافة ومدى النجاح الذي سيتحقق والراحة، وقال عن القطار «مريح جداً وممتع وفيه بهجة وراحة واطمئنان».
وفاخر الأمير فيصل بن بندر في ختام تصريحه بالشباب السعودي الذي تولى العمل على المشروع منذ إنشائه إلى تشغيله، مبينا دور شركة «سار» في تهيئة الشاب السعودي للمشروع بإيجادها معاهد تدريبية على مستوى جيد.
وقد وصل سموه إلى المجمعة وكان في استقباله صاحب السمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل محافظ المجمعة وعدد من مسئولي المحافظة وأهاليها، والتقى بالمجلس المحلي وناقش معهم عددا من الموضوعات التي تهم المحافظة، ثم تناول طعام الغداء في محطة قطار المجمعة. ووقف الأمير فيصل بن بندر على خدمات محطتي الرياض والمجمعة واطلع على آلية عملها ابتداءً من تنظيم الحركة المرورية ومواقف السيارات، وطباعة تذاكر الرحلة إلكترونياً وشاشات المعلومات والتواصل، وخدمات المسافرين في الصالة وعلى متن القطار. وتجول سموه في القطار، وشاهد الشكل النهائي لجميع فئاته وخدماته، وخصوصيته للعوائل، والمداخل والمخارج، وخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.
تجدر الإشارة إلى أن الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» بدأت تجاربها على قطارات الركاب منذ منتصف عام 2015م، وذلك استعداداً للتشغيل الفعلي قريباً، حيث وصلت سرعة القطار 220 كيلو مترا في الساعة. وتأتي المرحلة التجريبية - التي استمرت أكثر من عام - للتأكد التام من مدى سلامة كامل أجزاء بيئة المشروع التي تشمل البنية التحتية والقطارات وأنظمة الإشارات والتحكم إلى جانب الكادر البشري الذي سيقوم على إدارة وصيانة التشغيل، وذلك قبل إطلاق الخدمة فعلياً لنقل الركاب والبضائع. يذكر أن شركة «سار» أنشئت في عام 2006م، وهي مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة بهدف تنفيذ وتشغيل شبكة خطوط حديدية تربط بين مناطق المملكة، من بينها مشروع قطار الشمال وقطارات التعدين ونقل المعادن، بهدف توفير وسيلة نقل آمنة للركاب المسافرين والبضائع بين عدد من المدن، وتتجاوز أطوال خط الشبكة الحديدية المخصصة لقطارات الركاب وقطارات المعادن 2.750 كلم تم تأمينها بالكامل بسياج حديدي على الجانبين قطارات ومحطات الركاب لدى «سار»، نوعان من قطارات نقل الركاب «نهارية وليلية», تتكون النهارية من قاطرتين وتسع عربات, أربع عربات للدرجة الاقتصادية، وثلاث عربات لدرجة رجال الأعمال، وعربة الوجبات الخفيفة، وعربة لنقل الأمتعة بسعة 444 راكباً. فيما الليلية التي خصصت للمسافات الطويلة، تتكون من قاطرتين، و13 عربة, ثلاث عربات للدرجة الاقتصادية، وعربة واحدة لدرجة رجال الأعمال، وثلاث عربات لمقصورات النوم، وأربع عربات لشحن السيارات، وعربة الوجبات الخفيفة، وعربة لنقل الأمتعة، ويتسع القطار لـ377 راكباً. وقطارات «سار» للركاب ستنطلق رحلاتها في المرحلة الأولى من العاصمة الرياض من خلال محطة الركاب الواقعة بجوار مطار الملك خالد الدولي حتى محطة القصيم، مروراً بمحطة المجمعة، فيما ستصل القطارات في المرحلة الثانية إلى حائل ومن ثم إلى محطتي الجوف والقريات في المرحلة الأخيرة، حيث تهدف الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» من خلال قطاراتها السريعة والتي تصل سرعتها لـ200 كيلو متر في الساعة، إلى توفير وسيلة نقل آمنة واقتصادية تحظى بالثقة. وتتكون كل محطة من محطات الركاب الست من ثلاثة أدوار، تحتوي على صالة للوصول وأخرى للمغادرة ومنطقة لشحن الحقائب، كما تحتوي على ساحة للمطاعم والمحلات التجارية ومكاتب لخدمات السياحة وتأجير السيارات والبريد. كما يضم مبنىلمحطة مكاتب إدارية وأمنية ومرافق أخرى لخدمات المبنى ومسجداً يتسع لثلاثمائة مصل، أما بالنسبة للطاقة الاستيعابية لمحطة الركاب الواحدة فتصل لاستيعاب 2000 شخص في وقت الذروة.