فهد بن جليد
لن تُصدق أن كثيراً من المشاهير الذين تشاهدهم على الشاشة، يتنقلون أحياناً بدراجات (هوائية أو نارية)، رغم امتلاكهم لسيارات (فارهة)، المسألة بين الهوس والدلع من جانب والهواية والحرية من جانب آخر، وهذا ينطبق على معظم الزملاء الإعلاميين والمشاهير السعوديين الذين أعرفهم، ولا يخجلون من امتطاء (دراجاتهم) في البلدان التي يعيشون فيها، ولعل دبي والقاهرة وبيروت أقرب الأمثلة، حيث لا يجب أن يُفاجئك وصول أحدهم على (دباب) في موعد شبه رسمي؟!
المسألة نسبية بين القبول والرفض تبعاً لثقافتنا المحلية والتي تنظر لصاحب (الدباب) بطريقة غير جيدة، فهو بين الحاجة على طريقة (حظيظ قديماً) ودور الشاب السعودي الذي لم يملك قيمة شراء سيارة، وأجبرته الظروف على الانتقال (بدراجة نارية) للدوام يومياً، وبين (غير السعودي) الذي يبحث عن التوفير على طريقة عمال (توصيل الطلبات) في السوبر ماركت، وبالمناسبة بلدان كثيرة ومتطورة تعتمد على الدراجات النارية في توصيل طلبات (المطاعم السريعة)، والبريد والصحف، وهي المسألة الممنوعة في ثقافتنا السعودية لأسباب مُتباينة؟!
هناك أصدقاء آخرون عايشتهم داخل المملكة يحاولون تغيير هذه الثقافة والنظرة الخاطئة عن كل من يستخدم (الدباب)، وهم مجموعة من الأطباء والمهندسين ومدراء الشركات.. إلخ، يجتهدون لعكس صورة إيجابية للقيادة السليمة والمشاركات الاجتماعية النافعة، وينتقلون في مجموعات (هارلي السعودية) بعيداً عن الصخب والإزعاج الذي عرف عن هذا النوع في السبعينيات بعد الحروب، وظهور سائقي (الهارلي) بملابسهم المتسخة وممارساتهم الخاطئة فيما يُعرف بالـ(الهيبز) وهو ما أجبر الشركة المُصنّعة لإنتاج فيلم يغيِّر هذه الصورة السلبية في ذلك الوقت، وبرأيي أن ثقافتنا بشكل عام ما زالت تحاصر كل من يركب (دراجة نارية) بمثل هذه النظرة اليوم؟!
سألت أحد مشاهيرنا لماذا لا تركب (دباباً) في الرياض مثلما تفعل في دبي؟
فقال المسألة تتعلَّق بقبول الناس لما تحت (الخوذة) في الشارع، ولسلوك سائقي السيارات، والبنية التحتية غير الملائمة... وبدأ بسرد (قائمة طويلة) من الأعذار التي ختمها بأن المُباح في دبي ليس بالضرورة أن يكون جائزاً في الرياض!
المسألة برأيي تشبه المشي (على الأقدام) للدوام في عاصمة أوروبية أو عربية، وما يقابلها من نظرة سلبية في بيئتنا.. على طريقة (إذا شفت الحافي قل يا كافي)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.