د. خيرية السقاف
الصغار الذين يحلمون كيف هي أحلامهم للذي سيأتي؟!
جميلة كضحكاتهم؟!, بريئة كفطرتهم؟!
بيضاء كنقائهم؟!, زرقاء كسمائهم؟!
خضراء كنبتهم؟!, وردية كخدودهم؟!
عبقة كانتعاشهم؟!, عذبة ككلماتهم؟!
صافية كنواياهم؟!, مشرقة كمحياهم ؟!
أم إن أحلامهم معكرة كالذي يكون, بالذي لا يدركون؟!
***
أستنبت في مداهم مخلوطة بقلق التوقع, مشحونة برهق الغموض؟!
أستكبر مغبرة برماد الحروب, محروقة بنيرانها, ملوثة بعفن ما يشمون؟!
أستتمادى مكتظة بوقائع ما يسمعون, مربكة بتوجس ما يرون؟!
***
أحلامهم أسوف تنشأ معجونة بسواد الخبث؟!
لا بياض الطيب؟!
***
صدورهم ما الذي ستبثُّـه في أحلامهم , ونواياهم في شخوصهم؟!
الخائب من الصور بالقبيح من الآمال؟!!!
لا الرفيع من الطموح بالمثمر من الأفعال؟!!!
***
الصغار اليوم أحلامهم
ليكونوا بناة أو ليغدوا طغاة؟!
ليكونوا رسل خير, أو رسل شر؟
أن يمدوا خضرة في الأرض, أو يشعلوا فيها ألسنة نار ؟!
***
ما لون أحلامهم, شكلها, مضمونها, غراسها, جذورها, أوتادها, وأبنيتها؟!
ماؤها أملح أجاج؟!
***
في هذا الوقت من هذا الزمن بفوضاه وعبثه
كيف هي عجينة أحلامهم كل الصغار فيه ؟!
أهي خلاصة مُخلَّقة من طحين, وماء, وزيت واقعٍ قُدِّر لهم أن يأتوا إليه
وهو مشوه مريض مضطرب مربك مخاتل؟!..
لا تنمو فيه فسائل الرضا, والسلام, والأمان,
ولا تنوف إليه أفعال البشر فيه؟!!...
***
إذن
كيف هي أحلام الصغار فيه
كيف هي؟!!