فيصل خالد الخديدي
ضمن الفعاليات المصاحبة للاجتماع الثالث والعشرين لوزراء الثقافة بدول مجلس التعاون الخليجي كُرم عددٌ من المثقفين، ومن المكرَّمين عن وزارة الثقافة والإعلام السعودية الفنان محمد المنيف في مجال الفنون البصرية، وهو تكريم مستحق لما قدمه الفنان في مسيرته الفنية التي امتدت أكثر من أربعين عاماً بين ممارس للفنون التشكيلية ومعلم ومحرر صحفي وكاتب لمقالات تشكيلية متخصصة والعديد من الأعمال الإدارية استحق عليها هذا التكريم، وهو ليس تكريماً للفنان المنيف فقط وإنما لجميع التشكيليين، وهي خطوة تُحسب لوزارة الثقافة والإعلام ولفتة جميلة وإن كانت ليست الأولى فقد سبق أن كُرم عددٌ من التشكيليين في دورات سابقة من ذات المناسبة منهم الفنانة صفية بن زقر والفنانة اعتدال عطيوي والخطاط ناصر الميمون والنحات علي الطخيس.
إن تكريم التشكيليين في المناسبات الثقافية والمحافل الوطنية المختلفة واجب وطني يسهم في تعزيز دور الفنون في بناء الوطن والمساهمة في تحفيز التشكيليين لمواصلة العطاء وتقليص حالة الإحباط المتوالية بين أجيال التشكيليين والتي نتجت عن قلة الدعم والتقدير للفن والفنانين على مرور أعوام توالت رحل فيها الكثير من التشكيليين ولم ينالوا ما يستحقون من التكريم لا في حياتهم ولا بعد رحيلهم، وكثير من التشكيليين لا يزالون على قيد الفن والعطاء عاصروا وساهموا في بناء جميع أجيال تطور الفنون التشكيلية السعودية ولكنهم لم يسعدوا بشيء مما يستحقون لا بدعم ولا بتكريم.
لا يزال ملف تكريم التشكيليين من الملفات التشكيلية التي لم تأخذ حقها من الدعم والاهتمام رغم بعض الجهود سواء على مستوى المؤسسات الثقافية الرسمية وحتى الخاصة إلا أنها لم تصل بالتكريم للمستوى المنشود ولا بالعدد المناسب للممارسة التشكيلية المحلية وتاريخها، إن تكريم الأستاذ محمد المنيف في الاجتماع الثالث والعشرين لوزراء الثقافة بدول مجلس التعاون الخليجي أعاد شيئاً من الأمل لاهتمام الوزارة بمبدعيها والالتفات إلى قائمة المبدعين الذين يستحقون التكريم والدعم لمواصلة المسير في الساحة التشكيلية السعودية.
ترنيمة أخيرة: ابتهاج التشكيلي والإعلامي خير الله زربان بتكريم المنيف لمسة وفاء لا تصدر إلا من النبلاء وهي ما تحتاجه الساحة التشكيلية في وقتها الراهن.