«الجزيرة» - محمد المنيف:
قدر لي أن أزور مجمع وزارة التعليم الجديد، يحدوني الحب القديم الجديد لهذه الوزارة التي كنت أحد منسوبيها فترة عملي معلمًا للتربية الفنية، عودة لا تقل التصاقًا بهذه الوزارة الأم لكل صاحب عطاء في هذا الوطن فهي النبع الذي يسقي كل المؤسسات، جئت إليها بدافع البحث عن سبل التعاون وتحقيق رغبة منسوبي جمعية التشكيليين التي أتشرف برئاسة مجلسها وأخدمها كبقية منسوبيها، رغبة جمعية تمثل الفن التشكيلي السعودي يشكل أغلبية منسوبيها إن لم يكن جميعهم معلمين ومعلمات تشكيليين من منسوبي وزارة التعليم يمارسون الفن ويعلمونه لطلابهم وطالباتهم من خلال مادة التربية الفنية في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة وما يتم من أنشطة في المرحلة الثانوية يحمل الكثير منهم مؤهلات أقسام التربية الفنية في جامعاتنا التي كانت وما زالت نهرًا يتدفق بالمعلمين والمعلمات المبدعين، مع ما قدمه التعليم في أزمان مضت من اهتمام بمعلمي التربية الفنية بتخصيص معهد للتربية الفنية على مستوى المملكة كان لخريجي المعهد الدور الأول والأكبر في تأسيس الحراك التشكيلي السعودي مع من تم ابتعاثهم للدراسة خارج الوطن في فترة تعد ذهبية حظي بها نخبة من المعلمين في السبعينيات الميلادية تبعها ابتعاث المعيدين في أقسام التربية الفنية بالجامعات الذين أثروا التعليم العالي في تخصص التربية الفنية فكانت مخرجات تلك الأقسام فنانين وفنانات معلمين.
واليوم وجد هؤلاء الرموز في جمعية التشكيليين جسورًا جديدة ليكملوا من خلالها مشوارهم ويحققوا الحضور المحلي والعالمي من خلال إقامة المعارض الفردية لكل منهم أو المشاركة في المعارض الجماعية التي تقيمها الجهات المعنية بهذا الفن ومنها ما تقدمه الجمعية السعودية للفنون التشكيلية من معارض ولقاءات وورش ودورات للمواهب بالتعاون مع إدارات التعليم.
شراكة وطنيه
بين الوزارة والجمعية
أعود للرغبة من منسوبي الجمعية السعودية للفنون التشكيلية الذين دفعوني لأتشرف بزيارة هذا المجمع التعليمي الذي يعد معلمًا معماريًا يضاف لجمال العاصمة الرياض هذه الرغبة تتمثل في إيجاد شراكة بين الجمعية ووزارة التعليم تكمل بعضها البعض وتحقق أحد أهداف الوزارة في دعم أبنائها المعلمين والمعلمات التشكيليين أصحاب الخبرات وكذلك المواهب الواعدة.
أتت الزيارة تحمل عتب هؤلاء المبدعين على من أشرف على تجميل المبنى بلوحات مكررة لاثنين من المقيمين العالمين في أحد المدارس الأهلية عبر شركة تولت هذه المهمة.
العتب يأتي من آلاف معلمي التربية الفنية الذين ينتشرون في كل مناطق المملكة يحدوهم الأمل أن يجد إبداعهم مساحة في رحمهم الأول عبر جمعية التشكيليين حضنهم الجديد ويتشرفون بأن أعطوا فرصة للمساهمة في هذا الصرح التعليمي الذي يعج بالمعلمين والمعلمات والزوار من الداخل والخارج وأسوة بما اعتمدته بعض الوزارات مثل التعليم العالي والخارجية والعمل وغيرها.
خطوات ترغب الجمعية في استكمالها
تأتي رغبة الجمعية في هذا الطرح للتعاون واستكمال ما تم قبل عام ونصف العام تقريبًا من تشكيل لجنة بطلب من سمو الوزير رأسها مدير عام التجهيزات وشارك فيها عدد من المختصين في الوزارة منهم الاستاذ الفنان صالح العمري، إضافة للدكتورة منال الرويشد ومدير عام المتابعة يوسف العمران.. وكلهم متخصصون ومحسوبون على الساحة التشكيلية المحلية وبخبرات عريضة، حيث زارت اللجنة المبنى واطلعت على الردهات والمرافق والممرات بصحبة مدير التجهيزات والمهندس المقيم من هيئة تطوير الرياض، ثم اجتمعت اللجنة للتشاور والاتفاق على خطة الاقتراح ومرتكزات المشروع والمتطلبات والمراحل، على أن يكون أساس الأعمال الفنية.. من عمل الفنانين والفنانات السعوديين.. مع أفضلية لمن هم في التعليم. وحددت أنواع ومجالات الأعمال.. وقياساتها وإعدادها وموضوعاتها ومكوناتها.. وحددت الآلية والأسعار المناسبة لاقتنائها.
زامر الحي لا يطرب
مع الأسف الشديد أن المشروع لم يأخذ وضعه الطبيعي وتفاجأ الجميع بأعمال فنية تنتشر في الوزارة لاثنين من الأشقاء المقيمين من معلمي إحدى المدارس الأهلية..جميعها لوحات يغلب على مكوناتها التكرار وتنفيذها السرعة بالطباعة الحريرية العشوائية وبعضها ضعيف تشكيليًا..
لهذا جاءت رغبة الجمعية في التعاون ولم شمل الفنانين المعلمين من رواد الفن السعودي من المتقاعدين أو من المعلمين التشكيليين العاملين في التعليم.