تونس - محمد السنيد:
انعقدت بمقر مجلس وزراء الداخلية العرب في العاصمة التونسية أمس، أعمال المؤتمر العربي التاسع عشر للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب، بمشاركة ممثلين عن الدول العربية بينها المملكة، فضلاً عن جامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وفرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول».
ورأس وفد المملكة إلى المؤتمر مساعد مدير عام المباحث العامة للتعاون الدولي العميد عبدالله بن سعيد القحطاني.
وألقى الأمين العام للمجلس الدكتور محمد كومان كلمة رحب فيها بالحضور ورفع إلى تونس العزيزة كل معاني الشكر والامتنان لما تشملنا به من كريم الرعاية وموفور العناية، سائلين الله جل وعلا أن يقيها وسائر الدول مخاطر الإرهاب وشروره وأن يُنعم عليها باطراد التقدم والازدهار في كنف الأمن والاستقرار.
وقال يشرفني أن أتقدم إلى أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب بكل التقدير والعرفان لرعايتهم الكريمة للأمانة العامة وحرصهم على تعزيز التعاون الأمني العربي في مواجهة الإرهاب والإجرام.
ولا يخفى على أحد أن الإرهاب يتغذى من كل الظواهر السلبية في المجتمع: من التطرف الفكري، من الفقر والحرمان، من غياب الحوكمة الرشيدة، من اختلال الأوضاع الأمنية... ولكن أخطر عامل يؤجج الإرهاب في وطننا العربي اليوم، هو الخطاب الطائفي المقيت الذي تعمل قوى إقليمية على نشره لإضعاف الأمة العربية.
فبعد أن عاشت المجتمعات العربية والإسلامية قرونا طويلة في انسجام تام لا يُعكّره اختلاف المذاهب العقائدية وتعايش سلمي لا مكان فيه للاصطفاف الطائفي، نشهد اليوم للأسف استشراء خطاب الإقصاء والكراهية الذي ينعق به دعاة الخراب والدمار وتُجيّشُ لهُ المليشيات المسلحة لتقضي على طموحات الشعوب العربية وتفتّت اللُحمة التي نسجتها وحدة الدين واللغة والتاريخ والمصير، وتحوّل التنوع المذهبي الذي كان عامل ثراء، إلى ذريعة للتناحر وتوجّه الطاقات العربية إلى هدم البلدان بدل بنيان الأوطان.
مشيراً إلى أنه لا أحد ينكر أن الخطاب الطائفي أكثر خطورة من التطرف الفكري الذي يغذي الإرهاب، لأنه - علاوة على طابعه المتطرف - يُقصي أتباع الطوائف الأخرى: ويخرجهم من دائرة الدين الحق، ويسوغ للجهّال قتلهم والتنكيل بهم لمجرد انتمائهم إلى نحلة معينة. هذا فضلاً عن ارتهان بعض التنظيمات الطائفية لقوى خارجية تناصب العرب عداءً تاريخيا معروفاً.