خالد الربيعان
بعد شهرين نبدأ 2017 وتدخل آسيا كلها في مرحلة جديدة من مراحل الرياضة وخاصة كرة القدم!، في هذه السنة «عِدَّ» معي الأحداث الكبرى التي ستستضيفها دول القارة!: كأس العالم للناشئين وتستضيفها الهند، كأس العالم للشباب، تستضيفها كوريا، كأس العالم للأندية وتستضيفها الإمارات، وكونجرس الاتحاد الدولي لكرة القدم -فيفا- وتستضيفه البحرين.
كونجرس الفيفا بالذات يمكن اعتباره أكبر حدث فيهم! لمن لا يعرفه هو اجتماع كل أعضاء مجلس الفيفا من رئيس ونواب وأعضاء اتحادات الدول (209 دولة) وهو يوازي اجتماعات دولية كبرى مثل مجلس الأمن واجتماعات الأمم المتحدة! تتقرر فيه الميزانيات وتقدم مشاريع القرارات ليتم البت فيها، ويتم التصويت على الإصلاحات والقوانين الجديدة والتي يؤخذ بها للفترة الزمنية المقبلة كل 3 سنوات وتسمى «دورة»، مثلاً دورة الفيفا الحالية من 2015 حتى 2018.
الذي نفهمه من كل هذا أن آسيا ستكون عاصمة كرة القدم ليس في 2017 فقط، بل ستكون هذه السنة مجرد البداية لفترة كبيرة مقبلة تمتد لـ20 عاما! بدون مبالغة.
لأوضح أكثر فالعام الذي بعده 2018 يقام كأس العالم في روسيا وهي دولة آسيوية بالمكان والسكان والحدود أكثر منها أوروبية! وحجم الإنفاق الروسي على الاستضافة أحد أكبر الميزانيات في التاريخ إن لم يكن أكبرها حتى تاريخ المونديال الذي ستستضيفه، فرصدت روسيا 11.8 مليار دولار وهو رقم قياسي.
آسيا بعدها تنتقل لمرحلة مونديال قطر 2022 وقبلها ستنظم بنسبة كبيرة كأس العالم للأندية في نهاية 2021 لمعرفة استعداد الدولة لاستضافة المونديال! وإذا كان الاستعداد الروسي «رهيبا» رقمياً فالميزانية القطرية «خيالية» وهي لن تُكْسَرْ على مدى قرن على الأقل من وجهة نظري! الاستعداد القطري للمونديال تكلف 200 مليار دولار! مرة أخرى 200 مليار دولار (156 مليار يورو).
القصة لن تنتهي لأن الصين هي الأخرى أعلنت عبر رئيسها رسمياً هدفها لتنظيم مونديال 2030! وشاركت الفيفا عبر كيان اقتصادي عملاق هو «واندا» ورصدت هدفاً أن يكون حجم الاستثمار الرياضي بحلول 2025: خمسة تريليون يوان صيني! أي 850 مليار دولار.
هذه الأرقام الفلكية والتي توضح الاتجاه العالمي الجديد سيكون: الاستثمار الرياضي، وستكون أرضه هي: قارة آسيا.
السؤال هو: أين سنكون نحن من كل هذا! مقومات المملكة كبيرة جداً والفترة القادمة تواكب رؤية 2030 والتي -بالمناسبة- يحتل منها الاقتصاد الرياضي جانبا كبيرا! إذا كانت المرحلة القادمة في آسيا فلابد لنا ونحن نمثل واحدا من أهم اقتصادات دُوَلَهَا، وأحد أكبر الدول سكاناً بها، والأكبر مساحة في منطقة شبه الجزيرة، وشعبها رسمياً هو رابع الدول -عالمياً- في الاهتمام بكرة القدم، والدوري فيها -دوري جميل- هو الدوري الثاني عالمياً من حيث الرعاية: أن يكون لنا دور فعال وعين عالمية تسلط الضوء علينا نحن أيضاً... في السنوات الـ15 المقبلة.
من يبدأ؟!
للسائل من أين نبدأ.. أجيب بأن الدولة عن نفسها أعلنت ذلك وأطلقت الرؤية وفيها الخطوط العامة، وأطلقت في نفس الوقت يد من يريد المشاركة، وفي رأيي الطرف الثاني والثالث هم الاتحاد الجديد القادم لكرة القدم والذي بالمناسبة يأتي في بداية 2017! والإعلام الرياضي، على التوالي! الاتحاد القادم -ومن يقوده تحديداً- يُنتظر منه أجندة بها أهداف غير مسبوقة، وآليات للعمل لا تعجب من يراها بل ينبهر بها! وطريقة إدارة على قدر مسؤولية وأهمية المرحلة القادمة.. التي تشهدها آسيا.