علي الصحن
انتظر الهلاليون طويلاً، وجاء الإعلان عن التعاقد مع المدرب الأرجنتيني رامون انجيل دياز (1959م) ليضع للانتظار الطويل معنى، ويمنحه قيمة، بالنظر إلى تاريخ الرجل وسيرته في الملاعب خلال الـ40 سنة الماضية.
ويتفاءل الهلاليون بالمدرب الجديد الذي يرون أنه الاسم الأبرز بعد سلسلة من التجارب الفاشلة مع عدد من المدربين ومدربي الطوارئ خلال السنوات التي تلت رحيل البلجيكي إيريك جيريتس إلى منتخب المغرب، وهم المدربون الذي رحل بعضهم في منتصف الموسم، وبعضهم لم يكمل عقده، وجاء رحيل ماتوساس بعد الجولة الرابعة ليكون أقصرهم عمراً مع الفريق... وليؤكد ما ذهب له كثير من الهلاليين الصيف الماضي بأنه ليس الخيار الأفضل للفريق.
وينتظر الهلاليون من رامون دياز - الذي لعب لثمانية أندية خلال مشواره على المعشب الأخضر بالإضافة إلى منتخب بلاده، كان آخرها النادي الياباني (يوكوهاما مارينوس) والذي يعرفه السعوديون باسمه الآخر والأشهر هنا (نيسان الياباني) - أن يعيد صياغة فريقهم، وأن يقدمه بشكل مختلف، ينسيهم التذبذب الظاهر والخلاف البين عليه هلال المواسم الخمس الأخيرة بالذات، وأن يكمل مشوار أسلافه في زيادة غلة الفريق من البطولات، والعودة للبطولات التي يرون أنها الهدف الأساس نسبة إلى الغياب الطويل عنها.
ويدرك الهلاليون أن مدربهم صاحب الـ 499 مباراة والـ 215 هدفاً لن يكون بمقدوره أن يصنع كل شيء لوحده، رغم خبرته الطويلة في التدريب (9 محطات سابقة منها ثلاث في ريفر بليت والهلال محطته العاشرة) وأنه بحاجة إلى أن يتعاضد معه الجميع بداية من المدرج مروراً بالأجهزة الإدارية ونهاية باللاعبين حتى يحقق المقصود، واللاعبون بالذات يجب أن يعملوا على التأكيد أن العلة في السنوات الأخيرة كانت بالفعل في المدربين وليست فيهم - وإن تغير جلد الفريق كثيراً - وأن يدركوا أن جماهير فريقهم قد ملت وكلت من الصبر عن الفريق وما يقدمه خلال السنوات الأخيرة، وأن عبارة موسم للنسيان التي كانت تطل برأسها نهاية كل موسم يجب أن تعيب إلى الأبد.
بالنسبة لي أعتقد أن علة الهلال في المواسم الأخيرة كانت في المدرب بالدرجة الأولى، وقد تحدثت هنا وتحدث غيري عن هذا الأمر بالتفصيل، وبينت وغيري جملة من الأخطاء التي يقع بها المدربون والتي حرمت الهلال كثيراً من حقوقه وبالذات في الموسم الماضي، مع مدرب التدوير دونيس الذي غيب جمال الفريق، وغياب صورته الفنية، وحرمه من الكثير من مكتسباته ونقاطه، بقرارات فنية غريبة، ووسط صمت إداري أغرب، ولما طارت الطيور بأرزاقها، صدر قرار إبعاده الذي لم يكن له أي قيمة بالنظر إلى توقيته، وبقي هدفه الوحيد إطفاء جذوة الغضب الجماهيري ضد الممرن دونيس وما فعله في الفريق طوال منافسات الموسم الماضي.
واليوم والهلال مقبل على صفحة جديدة مع مدرب ذي شنة ورنة في مجاله، يأتي بعد مرور جزء من موسمٍ خسر فيه الفريق لقباً ومباراة، أرى أن الجميع مطالب بالوقوف معه، ومنحه الوقت الكافي للعمل... وإذا ما عجز عن تحقيق شيء مع مثل هذا المدرب بتاريخه وسجله وسمعته، فليدركوا أن العلة قد تجاوزت المدرب، وأن الإطاحة به لن تكون لها أي قيمة أو تأثير على مستقبل الفريق الآسيوي الأول، وأن يبحثوا عن سبب آخر للفشل وشماعة تعلق عليها أسباب الإخفاق!!
مراحل... مراحل
- الدفاع عن الإداري لن يغير شيئاً من قناعات الناس الراسخة عنه وعن ما يقدمه من عمل... ما سيغير الأمر هو تطور عمله واستفادة من أخطائه وقبل ذلك الاعتراف بها.
- في هذا الوقت... قبل أن توقع مع اللاعب... خذ فكرة عن وكيل أعماله!!
- ما نشاهده ونسمع عنه في بعض البرامج الرياضية يثير الاستغراب والاشمئزاز والتساؤل: (هل القنوات التي تقدم بها هذه البرامج عاجزة عن إيقاف مد الإساءات والخروج عن النص، أم أنها راضية به وتعتقد أنه وسيلة جذب لأكبر عدد من المشاهدين؟؟).
- مشكلة البرامج (السخيفة) ليست في ضيوفها فقط... بل تصل لمعديها ومذيعيها الذين يشاركون بعض ضيوفها حفلة السخف كل مساء!!
- بعض المذيعين (حدهم) التعليق على (القشور) وما يدور أمامهم في الملاعب ومنصات برامجهم، لكن عندما يكون الحديث حول أمور ذات أبعاد فنية أو قانونية أو له صلة بالأنظمة وكيفية تفسيرها وتطبيقها، يظهر جهلهم وتنكشف حقيقتهم، وعدم منطقية مطالبهم... لذا من الأفضل لهم ترك مثل هذه الأمور لأهلها والمبحرين في شأنها، حتى لا يكونوا محل التندر والسخرية في النهاية.