د. عبدالرحمن الشلاش
هروب فتاتين سعوديتين قبل أيام إلى كوريا الجنوبية وقبلهما فتاة إلى جورجيا، واختفاء فتاتين سعوديتين في ظروف غامضة في باريس كلها حوادث تصنف في باب النوادر. خمس فتيات أو حتى عشر ولو بلغ الرقم مئة ماذا يمثل هذا الرقم الضئيل جدا بالنسبة لعدد من يسكنون السعودية وقد فاق الرقم الثلاثين مليونا وماذا عسى هذا الرقم غير المرئي ولا حتى بالمجهر أن يمثل ضمن هذا التعداد السكاني الكبير.
طبعا في هذا المقال لن أبحث عن أسباب هروب الخارجات عن طاعة أسرهن، ولا عن ما كتب من طرح متشعب فيه الكثير من الغث والقليل من السمين، ولا عن تلك المخاوف التي يزرعها في عقولنا بعض السطحيين. سأتحدث فقط عن تلك التبريرات الساذجة أو الجاهلة أو المتربصة بهذا البلد والتي دائما ما تستغل مثل هذه الظروف لتطرح تبريرات غير منطقية وتحاول رغما عنا إقناعنا بها!
وأن يبتدع لنا أولئك أسبابا سطحية أو وهمية ويحاولون أقناعنا بأنها منطقية فهذا ما لا يمكن القبول به، بل ويجب التصدي لهم وخاصة عندما يصور بعضهم هذه البلاد بأنها غير صالحة للحياة، وأن الباب لو فتح لن يبقى على ظهرها إنسان ! عجيب أمر هؤلاء الكذابين المضللين، ألا يعلمون أن الأبواب مفتوحة للجميع ومن أراد المغادرة فلن يقف في وجهه أحد ؟ لكن فاتهم بجهلهم الفاضح أن الغالبية الساحقة من السعوديين عندما يغادرون البلاد لأي سبب سياحي أو تجاري يعودون بأسرع وقت فهل هناك من يجبرهم على العودة، أو يحدد لسفرهم مدة معينة، أم أن حنينهم وشوقهم لبلادهم من يجعلهم لا يغيبون كثيرا؟
لا أعتقد أن أي إنسانة ستهرب من بلادها لمجرد أنها لم تمكن من قيادة السيارة، أو لأنها لم تمكن من بعض حقوقها سواء من قبل الأهل أو المؤسسات المجتمعية. عليهم أن يعودوا ليقرأوا جيدا فيعرفون بأنه يعيش بيننا أكثر من عشرة ملايين وافد وبعضهم يعيش على هذه الأرض من سنوات طويلة ولو كانت غير صالحة للحياة لما أقاموا فيها يوما واحد.