تقدّم دبي وحدث أسبوع جيتكس للتقنية بوابة مُشرعة أمام شركات التقنية البولندية للوصول إلى أسواق جديدة وناشئة، في ظلّ سعي الجمهورية الواقعة شرق أوروبا إلى تعزيز المرحلة التالية من نموها الاقتصادي المتنوع، إذ نمَت القطاعات المعتمدة اعتماداً كبيراً على التقنية ما بين 7 و10 بالمئة منذ العام 2004، متجاوزة النمو الاقتصادي الكلي، على الرغم من أنها تشكّل حالياً جزءاً صغيراً من اقتصاد البلاد، وذلك وفقاً لتقرير صدر حديثاً عن شركة الاستشارات «ماكينزي إنسايتس» بعنوان «كيف يمكن لبولندا أن تصبح أحد محركات النمو في أوروبا». وقد ارتفعت الصادرات البولندية إلى الأسواق الناشئة في الفترة بين 2006 و2013 بنسبة 15 بالمئة سنوياً، لتصل إلى 155 مليار يورو في العام 2013.
وفي هذا السياق، قالت آنا هايكا، مؤسِّسة مجموعة «هايكا كابيتال ماركتس»، إن بولندا بحاجة للدفع قُدُماً بالاستثمار في القطاعات المعتمدة اعتماداً كبيراً على التقنية، والمجموعات العاملة في التقنيات الفائقة، فضلاً عن مجال الأبحاث والتطوير، من أجل تحقيق النمو الاقتصادي في المستقبل ورفع مؤشر السعادة الوطنية الإجمالية. وأكّدت هايكا التي تشغل كذلك منصب شريك الإدارة لشركة الاستثمارات والتمويل الأولي التابعة لمجموعة «هايكا» والمسماة «بولاند جروث فند ثري آند يونيكورن نست»، الهادفة إلى الترويج التجاري للابتكارات البولندية على الصعيد العالمي، أن دبي «تقدم فرصة ممتازة لشركات التقنية البولندية لتوطيد علاقاتها مع الأسواق الناشئة في آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، وتوسيع الصادرات وجذب الاستثمارات الرأسمالية الجديدة».
وتتحدث آنا هايكا في أسبوع جيتكس للتقنية المنعقد هذا الأسبوع في مركز دبي التجاري العالمي بمشاركة 4,000 شركة عارضة و64 بلداً، إلى جانب 230 متحدثاً آخر، علاوة على 400 شركة ناشئة من أكثر من 60 بلداً.
وتُعتبر دولة الإمارات أحد أهم الشركاء التجاريين لبولندا، إذ تضاعف التبادل التجاري بين البلدين ثلاث مرات منذ العام 2010 ليصل إلى مليار دولار في 2015، وفقاً لأرقام أوردتها سفارة الجمهورية البولندية لدى الإمارات. وفي هذا السياق، قال الدكتور سيباستيان ستيبنيكي، المستشار في السفارة إن قطاع التقنية في بولندا «مؤهّل تماماً للتوسع العالمي، بفضل الأفكار المبتكرة والتعليم القوي ورواد الأعمال الناطقين بالإنجليزية، فضلاً عن الدعم الحكومي»، وأضاف: «تتيح المشاركة الطموحة لشركات التقنية البولندية في أسبوع جيتكس للتقنية المجال أمامها للعثور على فرص تجارية ضمن مجموعة من الأسواق الناشئة المهمة».
وتستضيف سفارة بولندا 29 شركة ناشئة بولندية في مجالات مثل الطب الحيوي والرعاية الصحية، والتخزين السحابي، والتعليم، وتجارة التجزئة، وألعاب الواقع الافتراضي.
وتُعتبر «ماي ويزي» MyWhizzy، سماعة الطبيب الإلكترونية السماعة الأولى من نوعها في العالم وتأتي بميزان حرارة إلكتروني وقدرة تحليل ذكي للصوت، وتشكّل أحد الأمثلة على الابتكار البولندي في مجال الرعاية الصحية. أما «سول تكنولوجيز» فواحدة من أوائل الشركات في العالم التي تصنع خلايا ضوئية معدنية من البيرويسكايت يمكنها شحن الهواتف الذكية. ومن الأمثلة الأخرى على الابتكار البولندي شركة «سيدلي» الناشئة التي تقدّم خدمة التطبيب عن بعد في جميع أنحاء أوروبا. وتشمل الشركات الأخرى الناشئة «ميجرام»، وهي خدمة ترجمة لغة الإشارة البولندية، و»نانوسانجويس»، التي تقوم بتطوير بدائل آمنة لخلايا الدم الحمراء.
وباتت الشركات الناشئة البولندية مهيّأة للتوسع في أسواق ناشئة حول العالم. وقد أطلقت الحكومة البولندية حديثاً برنامج «ابدأ عملك في بولندا» لاستثمار 800 مليون دولار في 1,500 شركة ناشئة على مدى السنوات السبع المقبلة. ويعمل ما يقرُب من نصف الشركات الناشئة البولندية (49 بالمئة) على تطوير ابتكارات عالمية، ويصدّر 54 بالمئة منها منتجاتها إلى خارج بولندا. ومع ذلك، يقول ما لا يقل عن نصف هذه الشركات إنها بحاجة إلى التمويل وإلى علاقات جديدة من أجل التوسع، وفقاً لتقرير الشركات الناشئة البولندية الصادر عن مجموعة «ستارت أب بولند» التجارية.
وأضافت هايكا: «ينبغي على المستثمرين دعم الجيل الجديد من الشركات الناشئة البولندية، وتنطوي التقنيات الناشئة على أكبر الإمكانيات لتحقيق ذلك، لا سيما إذا كنا نستطيع تحديد تلك الشركات التي يمكنها أن تحقق قيمة سوقية تبلغ مليار دولار أو أكثر».
وتعقد الشركات الناشئة المشاركة في فعالية الحراك العالمي للشركات الناشئة في جيتكس اجتماعات مع مستثمرين وجهات استثمارية لتمكينها من التحقّق من خطط أعمالها التجارية والدخول في منافسات على الحصول على تمويل مجموعه 160000 دولار، علاوة على التواصل مع المطلعين على التطورات التقنية للتعرف على أحدث التوجهات والرؤى.
ويتماشى التركيز المنصبّ في جيتكس على الشركات الناشئة، مع ما يعرضه الحدث من تقنيات ناشئة في مجالات تشمل الواقع الافتراضي والمعزز والذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة عن بُعد والروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد.
من جانبها، أكّدت تريكسي لوه ميرماند، النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي، الجهة المنظمة لأسبوع جيتكس للتقنية، أن الأفكار الجديدة والتقنيات الناشئة وأصحاب المشاريع الريادية هم «الشريان النابض للثورة الرقمية»، وقالت: «نجحنا في استقطاب شركات التقنية الكبرى للمشاركة في جيتكس، ولكننا استطعنا كذلك أن نجمع الحدث الأبرز عالمياً للمبتكرين. ولا يمكن لأصحاب المشاريع الريادية البولنديين العثور في أي مكان آخر مثل دبي على فرص للتمويل والأعمال التجارية في إفريقيا أو آسيا».