م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - أن تؤسس عملك الخاص فذلك أصعب كثيراً مما تتوقع.. وأنا لا أقصد من هذا أن أفتَّ في عضدك.. بل أن أنبهك أنك يجب أن تحزم أمرك وتعد عدتك وألا تتوقع حياة سهلة ونجاحاً سريعاً.. فالمشكلة العامة التي يواجهها كل من يبدأ عمله الخاص هو تعجل النجاح.. أما المشكلة الأكبر فهي أن زوجته ووالديه وأصدقاءه وكل من يعرفونه ينتظرون تحقق ذلك النجاح سريعاً فيضيفون عليه ضغوطاً يمكن أن تستنفذ قواه وتفسد حياته.. حينها سوف تجد أنك تقسو على نفسك بل وتعاقبها بزيادة ساعات العمل وتسريع وتيرته.. كأنك في سباق أمام الجميع لتحقيق النجاح السريع.. وتقع حينها أيضاً في فخ الاهتمام بإثبات أنك ناجح أكثر من الاهتمام بمشروعك الناشئ.. والأسوأ من ذلك كله أنك ستنعزل عن المجتمع وتعمل وحدك وذهنك منشغل طوال الوقت بالعمل وقلبك في حالة ترقب وانتظار لشيء ما.. كل ذلك وسط ضجيج يدور في رأسك ولا أحد يدري به أو عنه.. وليس بجانبك من يفهمك أو يدعمك أو يواسيك.
2 - حينما تغوص عميقاً في بناء مشروعك الخاص وتجري الأمور على غير ما تشتهي.. قد يكلفك ذلك أن تتوتر علاقتك الزوجية ويقل اهتمامك بأسرتك.. وتنقطع صلتك الاجتماعية وتبتعد عن هواياتك.. ويضعف اهتمامك بممارسة التمارين الرياضية وترتبك ساعات نومك ويزيد وزنك.. أما إذا فاجأتك دفاترك المحاسبية بأن مصاريفك مرتفعة وأن رصيدك نفذ سريعاً وأن دخلك ضعيف وتحصيله بطيء وأنك أخفقت في إدارة سيولتك النقدية هنا ستكون المشكلة أكبر وأخطر.
3 - من الأخطاء وسوء الفهم السائد التوهم بأن الذي يؤسس عمله الخاص سيكون مدير نفسه وسوف ينام متى أراد ويصحو متى أراد.. وستكون لديه فرصة ومتسع من الوقت لتوسيع شبكة علاقاته ومعارفه نتيجة توفيره من ساعات العمل الطويلة لدى الآخرين.. ثم فجأة يكتشف أنه لم يعد يعمل ثماني ساعات بل صار تحت الطلب (24) ساعة.. فطالما هو مستيقظ فهو يعمل.. فإذا كان يشكو قبل ذلك من (40) ساعة عمل في الأسبوع فقد أصبح يعمل (80) ساعة في الأسبوع.. وينقشع الوهم في أن يكون مدير نفسه ويصبح كل عملائه هم مدراؤه.
4 - في بداية العمل في مشروعك الخاص سوف تشعر بالنشاط والتفاعل والحماس.. لكن بعد مدة سوف يتسرب إليك الملل من ساعات العمل الطويلة والعمل الشاق والدخل القليل.. فيبدأ الشعور بالكلل والتشكك في أنك قد اتخذت الخطوة الخطأ.. وأن الوقت قد أزف لتغيير مجال عملك وإعلان الهزيمة والانسحاب.. هنا تكون قد دخلت مرحلة الإحساس بالإرهاق والإحباط وتبدأ في التشكيك في قدراتك ومهاراتك.. المشكلة هنا أنه غالباً لن يكون بقربك أحد وأنت تمر بهذه الحالة.
5 - رحلة النجاح ليست طويلة.. إنها طويلة جداً.