فهد بن جليد
برأيي أن الوقت قد حان لوجود مثل هذ الخدمة الهاتفية (الموَّحدة) على مستوى المملكة، لتقديم الاستشارات الهاتفية النفسية والأسرية للمجتمع بعيداً عن تجار الشنطة من المُستشارين الوهميين، وعن مُبالغات العيادات النفسية المُتخصصة، وصعوبة مُراجعتها؟!.
الجهود في هذا الجانب مازالت مُتفرقة ما بين مركز الإرشاد التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية (سابقاً)، ومراكز اتصال الاستشارت النفسية التابعة للجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية، وما بين الوقوع ضحية في (فخ) تجار الاستشارات الأسرية والنفسية المُزيفين، أو الاكتواء بلهيب أسعار (العيادات المُتخصصة) وطول برامجها وخططها العلاجية التي ربما لا يحتاجها المُراجع، فالاستشارة السريعة بمثابة (البوصلة) التي تدل الحائر على الطريق الذي يجب أن يسلكه حتى ينجو، وترشده ليخرج من حالة التيه والضياع التي وقع فيها، بسبب ظروف ومتغيرات الحياة، ومُعتركها الصعب؟!.
هذه الخدمات البسيطة لا يمكن الاستهانة بالحلول التي تقدمها، لمُساندة المرضى وأسرهم، فلربما ساهمت في حل المشاكل الأسرية والتربوية والسلوكية، وانخفاض الحالات النفسية، أو المشاكل الاجتماعية، أو حتى منعت «اليأسين والبأسين» من التفكير في الانفصال أوالانتحار ونحوهما لا سمح الله؟!.
من يواجه مشكلة نفسية، ويتعرف على أسعار الاستشارات النفسية في العيادات المُتخصصة، سيكون مُضطراً للبحث عن (مُستشاريين مُحتالين) عبر تويتر، أو عبر الجوال، فيما يشبه التواصل مع (مُفسري الأحلام) سابقاً، وفي هذا خطأ كبير ربما تكون عواقبه وخيمة، نتيجة تشتت جهود المراكز المجانية، وعدم وجود رقم موَّحد لها، أو جهة واحدة تشرف على خدماتها الضرورية وترعاها؟!.
دول عديدة وجدت في الرقم الوطني الموَّحد فائدة، لذا التجربة مُحكَّمَة وأثرها واضح، ولعل لبنان هو آخر الدول التي ستدشن الخدمة الساخنة قريباً بهدف خفض الاعتلالات النفسية، ومُعدلات الانتحار التي زادت بين السكان، ولنا تجارب مع الخطوط الموَّحدة في (العنف) أو خط مُساندة الطفل.. إلخ؟.
فما الذي يمنع تدشين خط وطني موَّحد للاستشارات النفسية والأسرية على مستوى البلاد؟ يكون بمثابة المُنقذ والعوين لكل من يحتاج للمُساعدة تحت إشراف المُتخصصين؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.