محمد خالد الخنيفر
لقد حمل النطاق التسعيري الاسترشادي الذي أصدرته السعودية البارحة العديد من المفاجآت. لعل أهم تلك المفاجآت تمكن مكتب إدارة الدين (بوزارة المالية) من ضغط العائد الخاص بـ30 سنة لتتجاوز السعودية به حواجز التصنيف الائتماني وتصدر تسعير خاص بدوله تتفوق عليها بأربع درجات في سلم درجات التصنيفات الائتمانية.
وقد يكون ذلك بسبب الطلب الكبير لهذه الشريحة من قبل شركات التأمين الآسيوية (كما سبق وأن تم التطرق اليه في المقال السابق). المفاجأة الثانية التي لفتت نظري هي علاوة الإصدار التي أراها مرتفعة مع سندات الخمس سنوات كما سنبين لاحقاً. ولكني أعتقد أن القائمين بإدارة الدين يريدون رؤية حجم التغطية (اليوم الإربعاء) خلال عملية بناء الأوامر قبل أن يبدأوا بتخفيض نطاق السعر الاسترشادي مرة أخرى. دعونا ندخل في التفاصيل:
سندات الخمس سنوات
جاء نطاق التسعير لسندات السعودية لأجل 5 سنوات عند 160 نقطة أساس فوق سندات الخزانة الأمريكية ذات الأجل المماثل. هذا يعني أن علاوة الإصدار الأولية هي60 نقطة أساس فوق السندات القطرية ذات الأجل المماثل. وكانت التوقعات الأولية تقول إن تلك العلاوة ستتراوح ما بين30 الى50 نقطة أساس.
سندات العشر سنوات
أما سندات السعودية لأجل 10 سنوات فجاءت عند 185 نقطة أساس فوق سندات الخزانة الامريكية ذات الأجل المماثل. هذا يعني أن علاوة الإصدار الأولية هي 32 نقطة أساس فوق السندات القطرية ذات الأجل المماثل. وكانت التوقعات الأولية تقول إن تلك العلاوة ستتراوح ما بين40 إلى 57 نقطة أساس. يعني تقريباً تسعير أولي أكثر من رائع.
سندات الـ 30 سنة
وفيما يتعلق بسندات السعودية لأجل30 سنة فجاءت عند 235 نقطة أساس فوق سندات الخزانة الامريكية ذات الأجل المماثل. هذا يعني أنه لا توجد علاوة إصدار لهذه السندات عندما نقارنها بنظيرتها القطرية (تبتعد عنا قطر أربع درجات مع تصنيفها الائتماني). حيث تتشابه السعودية مع قطر في نفس التسعير. وكانت التوقعات الأولية تقول إن تلك العلاوة ستتراوح ما بين 45 الى 65 نقطة أساس. دعونا نرى وننتظر كيف سيكون حجم التغطية والتسعير النهائي لتلك الشرائح. لا أستغرب أن نرى المزيد من المفاجآت.