جاسر عبدالعزيز الجاسر
انتهى الترقب وبدأ العد التنازلي للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، فبعد بدء عمليات تحرير محافظ نينوى وحاضرتها الموصل فجر يوم الاثنين تنفس الصعداء أهالي الموصل أولاً وكل من يتمنى القضاء على أخطر تنظيم إرهابي جلب كل الأشرار للعراق وسوريا وللمنطقة العربية، فالقضاء على داعش في العراق ثم سوريا سيلغي مبررات ملالي إيران وعملائهم في الحشد الطائفي وحزب حسن نصر الله ومليشياتهم الطائفية.
رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أعلن وهو يتوسط كوكبة من ضباط الجيش العراقي ويرتدي بزة عسكرية انطلاق العمليات مؤكداً بأن، عملية تحرير نينوى ستكون مناطة بالجيش العراقي والشرطة الاتحادية، وهو فعلاً ما حصل على الأقل في الساعات الأولى، دون إغفال المشاركة الفعالة لطيران التحالف الدولي وقوات البشمركة الكردية والحشد الوطني المشكّل من أهالي الموصل بقيادة محافظة نينوى أثيل النجيفي الذي كان يرافق القوات العراقية في محور مخازر شرق الموصل.
مشاركة البشمركة وقوات الحشد الوطني من أهالي الموصل والعشائر العربية ضرورية عسكرية وسياسية، إذ أن العرب والأكراد والذين هم أصحاب الحق الأول في الدفاع وتخليص محافظتهم من إرهاب داعش، وتعطي مشاركتهم أملاً وتطميناً لأهالي المحافظة وبالذات لأهل الموصل الذين كانوا متخوفين من مشاركة الحشد الشعبي الطائفي الذي يهدف إلى تنفيذ أجندات طائفية ويخدم المخطط الإيراني، ولذلك فإن تحيده وإبقاء قواته التي أشارت مصادر عربية وكردية بوجود عناصر إيرانية من الحرس الثوري في صفوفه، يعد حتى الآن عملاً حكيماً من حيدر العبادي، فقد أبلغ أهالي الموصل وهم المعنيون بمستقبل محافظتهم بأن مشاركة الحشد الشعبي ذي السمعة السيئة التي اكتسبها أثناء مشاركته في تخليص محافظتي صلاح الدين, وديالى, اللتان تعرضتا لفرز طائفي, ونهب, وحرق, من قبل عناصر الحشد الطائفي، وهو ما اعترف به حيدر العبادي، إذ أقر بوجود «تجاوزات» من قبل الحشد الشعبي «قسم منها صحيح»، وهذا وحده كافياً ليستجيب لطلبات أهل الموصل، وقيادة قوات التحالف التي طالبت بأن يكون خارج مسرح العمليات وأن تكون مشاركته هامشية، حيث أعلنت قيادته بأن مشاركتهم هامشية، وستقتصر على المحاصرة والتطويق وعدم المشاركة في المعارك، وقوات الحشد الطائفي تحتشد عند سد الموصل, وأنها تضم قواتاً كبيرة مع وجود مئتين حاملة وناقلة جند من الناقلات, ويتخوف الأكراد وبالذات من مشاركة الحشد الطائفي, ويشكون في مدى إخلاص ووطنية هذه القوات التي تعمل على تنفيذ أجندة ملالي إيران؛ لتحقيق ممر للقوات الإيرانية يربطها بالأراضي السورية عبر أراضي محافظة نينوى, ورصد الأكراد وجود قوات من الحرس الثوري في قاعدة هورامان المتاخمة لمحافظة السليمانية في إقليم كردستان والتي تستعد للانضمام إلى صفوف الحشد الطائفي والمشاركة تحت رايتهم خاصة وأن حزب جلال طالباني يتواطأ معهم، وأن قوات الحرس الثوري والحشد الشعبي وإن ظلوا بعيدين عن المشاركة في معركة تحرير نينوى إلا أنهم جاهزون لغرض مشاركتهم وتنفيذ ما يريده الملالي كما فعلوا في صلاح الدين وديالى، وهو ما يثير قلق العرب والأكراد معاً في نينوى وأربيل معاً.