سعد بن عبدالقادر القويعي
بعد استهداف مدمرتين أمريكيتين قرب مضيق باب المندب، وبعد أن دعمت إيران الحوثيين بصواريخ بالستية؛ لقصف المصالح الدولية بحراً، ومهاجمة الأراضي السعودية براً، رجحت مصادر أمريكية، من بينها ما قاله - السيناتور البارز عن الحزب الجمهوري بالكونغرس الأمريكي - جون ماكين، أن: « تكون الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على المدمرة الأمريكية في خليج عدن مرسلة من قبل إيران «، وذلك - في تقديري -؛ من أجل استخدام القصف كتغطية لهجمات خُطط لها مسبقاً.
ومهما كان السبب، فإنه لن يصعب أكثر التنبؤ بأفعال، تشير إلى إطالة أمد الأزمة اليمنية بعد اقتراب قوات الجيش اليمني، والمقاومة من - العاصمة - صنعاء، وذلك على غرار ما حدث في سوريا، عندما اقتربت قوات المعارضة السورية من - العاصمة - دمشق، وهو ما يعرف بسياسية « إنهاك جميع الأطراف «، واستنزافهم لصالح الكيان الصهيوني بتأجيج الحرب الإقليمية في المنطقة.
دائما، ما تلتقي مصالح الولايات المتحدة مع جماعة الحوثي الإرهابية - منذ سنوات طويلة -، ولا أبالغ إن زعمت أنها - اليوم - أصبحت تلتقي أكثر من أي وقت مضى؛ - ما يعني ذلك - أنه توجد احتمالات عدة - تفرضها الضرورة في هذه المرحلة -؛ لتوسيع هذه المصالح المشتركة، والمكاسب الحقيقية على أرض الواقع؛ من أجل استدعاء تدخل خارجي واسع النطاق، والعمل على التوصل إلى حل سياسي للأزمة في البلاد، وذلك من خلال حل ينهي الأزمة، ويوقف الحرب عن طريق تقسيم اليمن إلى عدة دويلات، كما هي رغبة أمريكا، ووفقا لخططها.
المتفق عليه، أن الصواريخ انطلقت من الأراضي اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، - وبالتالي - فإن الرد الأمريكي في حال الاستفزاز سيحفز الاستعداد الأمريكي؛ للتدخل مجدداً في قضايا الشرق الأوسط؛ لأجل ترتيب أوراق المنطقة. وكما يقول - الأستاذ - عدنان هاشم بأن الحوثيين، وصالح يعتقدون أن بإمكان اليمن أن تكون كبش فداء؛ للضغط أكبر قدر ممكن على واشنطن؛ لتمرير رؤية تحالفهما بسلق اتفاق سياسي يوقف التحالف العربي؛ ليشعل حرباً طائفية، أو إثنية، - إضافة - إلى الجغرافيا بعد أشهر من توقيع الاتفاق في ظل استمرار غياب الدولة، وعدم عودتها.
الأيام القادمة، ستكشف حقيقة استهداف البوارج الأمريكية. وعلى أي حال، فإن معركة صنعاء ستكون معركة الفرصة الأخيرة - بإذن الله -؛ لأنها تعتبر آخر المعارك التي يمكن من خلالها استعادة هيبة الدولة، وإنهاء الانقلاب بالقوة العسكرية، وليس وفق مشاورات سياسية تفرض تنازلات على الدولة، وإنما الحفاظ على وحدة، وسلامة الأراضي اليمنية، وأن تكون ذات سيادة، وشرعية على كامل تراب اليمن، وهو الهدف الاستراتيجي الواضح لما بعد التحرير، بحيث تستطيع دول الخليج التعامل مع اليمن كوحدة واحدة؛ لتسهيل تأهيلها لاندماج كامل.