د. صالح بكر الطيار
مع الرؤية السعودية 2030 بات الأمر ملحاً لمراقبة الإنتاج الوظيفي وتحديد مؤشرات حقيقة للأداء من المسؤولين في قطاعاتهم. وبالتالي فإن الوزارات المعنية معنية بعامل التدريب لما له من أسس وقواعد متنية للإنتاج في ظل أن الوزارات الفترات الماضية من خلال القطاعات الإدارية والفنية لا تهتم بالتدريب وفق ما ينبغي لذا فهي تحتاج تدريباً وتأهيلاً يوازي مؤشرات القرارات ويلائم المتغيرات والتطورات والخطط التي تسعى كل وزارة للوفاء بها في ظل خطة زمنية معينة. وفي القطاعات الوزارية سواء في الوزارة ذاتها أم في فروعها ظلت تسير في درب التدريب بتوجيهات الوزارة دون أن تقترح وأن تطور حيث لا يزال التدريب محدداً بقاعات داخلية في الوزارة ومدربون من الوزارة ذاتها من خلال مدير إدارة أو رئيس قسم والقيام بدورة لا تستند إلى حقيبة تدريبية كاملة ولا إلى ساعات مستهدفة إضافة إلى غياب الموظفين أو تهاونهم في هذا التدريب أو الارتكان إلى الحصول على شهادة تنفع في الترقية أو تشفع أمام المسؤول بإبقاء الموظف في إدارته أو حصولة على مزايا معينة وهذا لا يوازي الفكر الحديث والعمل المؤسساتي الذي يضع التدريب الإستراتيجي من أهم أولوياته ومن أقرب اهتماماته لذا فإني أطالب الوزارات بأن تتعاقد مع مراكز تدريبية مؤهلة حتى وإن كانت عالمية أو من المراكز ذات السمعة الفاعلة في البلد وأيضاً الاستعانة بمدربين مؤهلين بعيداً عن التدريب الداخلي الذي لا يتجاوز أداء واجب وتنفيذ أجندات موسمية في الوزارة كيفما اتفق دون النظر إلى الأبعاد المستقبلية لأهمية هذا التدريب ومدى انعكاسه على جودة العمل خصوصاً وأن العمل المستند على الأداء البيرقراطي أو المؤشرات المكررة لا ينتج لدينا منتجاً وأداء يوزاي ما يواكب المرحلة القادمة فنحن أما مشاريع وطنية مستقبلية كبرى لا تعترف إلا بالتطوير والابتكار والتجديد لذا فإن التدريب النظري والفني والإستراتيجي أساس لهذا الإنتاج. وبالمقابل أرى أن يتم تعيين فرق ترتبط بالوزير مباشرة لقياس مستويات التدريب في الوزراة وأخرى لقياس مؤشرات الأداء الخاصة بالخطط والنواحي التنفيذية التي تتم حتى يتم فعلاً مواءمة الخطط مع الإنتاج لأن السنوات الماضية كشفت خللاً في مسألتي التدريب ومؤشرات الأداء وهما مسألتان مرتبطتان إذا ما تم قياس أداء الموظف الموكل إليه المهام المتعلقة به وجدولتها بخطة زمنية معينة وارتباطها بالتنفيذ وعكس ذلك على مستى المهارات التي تعد منطلقاً أساسياً للإنتاج. ونحن نخطي هذه الخطوات نحو المستقبل أتمنى أن تكون ثابتة وواثقة وأن لا تسير إلا بمنطلقات أساسية تعتمد على تدريب وتأهيل ومقاييس حقيقية لمؤشرات الأداء والإنتاج ووضع مقاييس علمية لذلك بعيداً عن الاجتهادات والتقارير الورقية أو المكررة ولا بد أن يكون عنوان العمل «التطوير ثم التطوير» الذي يعتمد على أساسيات واضحة ويظل المقياس الحقيقي للأداء والإنتاج.