يوسف بن محمد العتيق
نستمتع بقراءة التاريخ وأحيانا نقوم بنقل بعض الأخبار التاريخية لغيرنا وربما نكتبها لغيرنا ونرويها على سبيل الفخر بما قام به الآباء والأجداد، لكن لابد من مراجعة بين كل فترة وأخرى لكل ما نقوم به في هذا المجال لنحدد موقعنا بين الصحا والخطأ والواجب ذكره والممنوع ذكره. وهنا بعض الضوابط التي أسوقها بين يدي الكثير ممن ينقل الأخبار التاريحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون تثبت أو تمحيص أو مراجعة دقيقة لهذه النصوص:
( 1 ) تذكر أن علم التاريخ هو بحث في أخبار وأعراض الراحلين من الأجداد فاتق الله فيما تقول أو تنقل، وإياك ونقد الأموات بدون وجه حق، وتذكر الحديث الشريف (اذكروا محاسن موتاكم).
( 2 ) لظروف انعدام الأمن رفع أجدادنا السلاح على بعضهم البعض فهذه الأحداث وبالأخص أحداث رفع السلاح لا يجوز روايتها إلا في ظل سياقها التاريخي وظروف المرحلة، ولا يجوز أن نحاكم الأبناء بما قام به أجدادهم.
( 3 ) لا يجوز التعميم، والتعميم من صفات الحمقى أن تكره بلدة من أي البلدان لأن أحد أبنائها صدر منه سلوك لا يعجبك، أو أن تعمم على بلد بوصف لأنه صدر من أحدهم سلوك سيء فلا يجوز أن تقول أهل البلدة الفلانية بخلاء لأنهم لم يستضيفوك لسبب أو لآخر، أو تنقل نصا تاريخا يذم أهل بلدة كاملة.
( 4 ) بعض القصائد التي تنسب لشعراء مشاهير في نقد مدن بعينها تذكر أن أغلبها مكذوبة ومنتحلة عليهم وبخاصة إذا كان هذا الشاعر مشهور أو رأسا في بلده وقبيلته، فكيف يستطيع الشاعر أن يهجو مدن كثيرة ثم نجده يتجول في هذه المدن، مما يدل على أنها نسبت إليه، ولم يقلها.
( 5 ) مؤرخينا الكبار في كافة ارجاء الوطن هم فخرنا أمام الجميع لكنهم ليسوا أنبياء ولا معصومين فليس كل ما في كتبهم يجب التسليم به فهم مؤرخين مثل ابن كثير وابن جرير الطبري وغيرهم من المؤرخين الكبار قد يقعون في الخطأ فلذا هناك كلمات في تواريخهم يجب أن ننقلها بحذر مثل عبارات الإقصاء الطائفية أو الجمل التي تنتقد تجمعات معينة ، فهذه الآن لا يصلح نقلها دون توضيح لأننا في مجتمع متماسك بحمد الله، ويجب أن لا يدخل علينا العدو من باب التفرقة من خلال مؤرخينا الكبار.
( 6 ) ثق ثقة تامة أن أي معلومة تأتي بها عن بلدك أو أي بلد أخر دون توثيق لا قيمة لها، نعم لا قيمة لها.
التوثيق بالكتاب أو الوثيقة أو بيت شعر أو مخطوطة أو رواية شفهية موثقة، أما سباحين بعض الناس فلا تنفعك في زمن التوثيق.
( 7 ) وفي الوقت نفسه من الجميل أن نعرف تاريخ الأسر الطيبة في وطننا ممن كان لهم دور وكرم في السابق لنشكر أحفادهم، وكلكم يعرف قصة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله حين اطلع على وثيقة لأهل ثادق أنهم سلفوا جده الإمام عبد الرحمن الفيصل، أيام الجوع، فطلب الملك سلمان أبناء الذين سلفوا جده وأكرمهم وشكرهم ،وهنا نحن نعرف تاريخ أسر سدير التي خدمت هذه المنطقة الغالية في سنوات انعدام الأمن والجوع.