محمد البكر
من الصعب علينا إقناع من برمج حساباته ومعاييره وأحكامه على عاطفته ووجدانه، بعيداً عن عقله ومنطقه وأمانته. هذا بالضبط ما يحدث مع المتميز الذي اسمه «سامي الجابر». فمنذ أن كان لاعباً مع ناديه وهو يتعرض للكثير من الهجمات، واستمر حاله حتى وهو يقود منتخبنا الوطني، كما لم تتوقف تلك الهجمات بعد أن أصبح إدارياً ناجحاً قبل أن يصبح مدرباً فذاً لناديه الهلال ثم مدرباً متفوقاً ونجيباً مع ناديه الحالي «النموذجي» الشباب. لماذا يتعرض مثل هذا النجم الوطني الذي نفخر به لكل هذا التجريح والهجوم والإساءات!؟ لماذا يضخم البعض صغائر أخطائه ويحجمون إنجازاته التي لا ينكرها قاص أو دان!؟ لماذا يغمضون أعينهم عن الإنجازات التي ساهم فيها عبر مسيرته الذهبية، ويتحدثون عن ثمانية ألمانيا، رغم أنه لم يكن الحارس الذي ولجت مرماه كل الأهداف ولا المدافع الذي مرت من أمامه كل الكرات!؟ ليس هناك منطقاً لكل ما يتعرض له هذا النجم. فسامي تاريخ ناصع وحاضر باسق ومستقبل ظاهر. صدقوني لو أن لاعباً آخر غيره تعرض لمثل ما تعرض له، لكان قد انتهى من زمن بعيد. لكنه في كل مرة يثبت أنه عملاق وهم أقزام وكبير وهم الصغار.
لم يكن حديثي عن هذا «السامي» وبهذه الطريقة، إلا لأن هناك من يريد إسقاطه، في الوقت الذي ننظر إليه على أنه المدرب الوطني الذي نبحث عنه ليكمل مسيرة مدربينا الوطنيين الذين نحبهم ونقدرهم ونحترمهم من أمثال خليل الزياني وناصر الجوهر ومحمد الخراشي، الذين قادوا منتخباتنا الوطنية لمنصات الكبار وللمحافل الدولية.
لن نتخلى عن سامي الجابر، ابن البلد، ونجمها الكبير، سواء كان لاعباً أو إدارياً أو مدرباً. ودعواتنا له بالتوفيق والنجاح، لأننا وباختصار نفخر بكل منجز وطني، بعيداً عن العاطفة والميول السطحية والأحكام المسبقة ذات المعايير الملونة والمشاعر العدائية.
«السومة» خارج الميدان
في كل يوم يزداد احترامنا وتقديرنا للنجم العربي عمر السومة. فهو بالإضافة لنجوميته الكروية، إلا أنه أيضاً نجم في أخلاقه وأدبه واحترامه للآخرين. ولكن البعض سامحهم الله، باتوا يتحدثون عن قضية تجنيسه، وكأن الأمر بأيديهم أو أيدي أنديتهم. فالجنسية السعودية شأن سيادي للمملكة، ومنحه أو غيره الجنسية السعودية، لا يرتبط بعواطف الجماهير أو تمنياتهم، ولا بآراء الكتاب ومحللي القنوات الرياضية، بل هو أمر مرتبط بما هو أكبر من الرياضة ذاتها. وحتى لا نعرض هذا النجم للقيل والقال، أدعو الجميع لترك هذه القضية لمن بيدهم القرار سواء بتجنيسه أو بمنحه جواز سفر، كمقيم في المملكة يحق له بموجبه ووفق قوانين الفيفا تمثيل المنتخب، وليفتح لنا باباً مفيداً لكل مواليد المملكة الذين يملكون الموهبة والقدرة على خدمة كرتنا السعودية.
بيني وبينكم
- قرار مدرب النصر السيد زوران ماميتش باستبعاد حسين عبدالغني من قائمة الفريق أمام الوحدة بسبب ضربه للاعب عوض خميس، هو قرار جريء رغم أنه جاء متأخراً. وحسناً فعل الأمير فيصل بن تركي عندما منح السيد زوران كامل الصلاحية لاتخاذ ما يراه تجاه كل من يتجاوز حدوده مهما كانت مكانته أو تأثيره على الفريق.
- محمد الشلهوب واحد من أفضل اللاعبين السعوديين الذين يحظون باحترام وتقدير كافة الجماهير السعودية بموهبته التي دفعتني لإطلاق لقبه الشهير «الشلهوب الموهوب». محبة الناس نعمة من الله ومحظوظ من يحظى بهذه النعمة، خاصة في وسطنا الرياضي.
- رغم تعثره في البداية، إلا أن فريق الخليج يسير في الطريق الصحيح بهدوء إدارته وحسن تعاملها مع البداية المتعثرة، وبذكاء مدربه التونسي جلال قادري الذي يحاول استعادة الخليج لتوازنه، ومن تابع مباراته أمام الشباب يدرك أن الخروج من عنق الزجاجة بات قريبا. ولكم تحياتي.