تتسابق الشركات بكافة أنشطتها والبنوك وشركات الاتصالات ومعظم الشركات المدرجة في الأسهم السعودية إلى الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية للمجتمع من خلال وحدات إدارية أو مبادرات وقتية تقدم من خلالها الدعم المادي للجهات التي تراها تستحق. ترى هل المسؤولية الاجتماعية عمل خيري أم مسؤولية وواجب وطني تجاه الوطن، لا غبار عليه إنه واجب وطني. تعرف المسؤولية الاجتماعية بأنها التزام طوعي للشركات بأن تدرج في أعمالها البعد أو الأثر الاجتماعي والبيئي وجميع ما يتعلق بتفاصيل المجتمع، وتحقيق أهداف سامية تركز على تنمية المجتمع السعودي.
حالياً هناك أكثر من 170 شركة مسجلة في سوق الأسهم السعودية تصل الأرباح المجمعة لهذه الشركات أكثر من 90 مليار ريال تقع تحت قطاعات رئيسية منها المصارف والخدمات المالية والصناعات البتروكيماوية والاسمنت والاتصالات وتقنية المعلومات والتطوير العقاري والإعلام والنشر والزراعة والصناعات الغذائية والتشييد والبناء والفنادق والسياحة. ترى هل يمثل الاقتصاد السعوي؟ بالتأكيد لا أين الشركات العائلية التي تحتل مساحة واسعة من الاقتصاد الوطني، إذ تجاوز حجم استثماراتها في السوق المحلية 350 مليار ريال، أي أكثر من 12 % من الناتج المحلي الإجمالي. أين رجال الأعمال هذا يتطلب تحفيز الشركات العائلية للتحول لشركات مساهمة.
بهدف توحيد الجهود والتنسيق بين القطاعات في تحمّل المسؤولية الاجتماعية أقترح إنشاء (هيئة المسؤولية الاجتماعية) هيئة مستقلة يديرها مجلس إدارة مكون من عضو من كل قطاع من القطاعات المدرجة في الأسهم السعودي بالإضافة إلى عضوين يمثلون الشركات العائلية وربما يضاف رجال الأعمال ومستشفيات القطاع الخاص. هذه الهيئة يكون لها رؤية ورسالة وأهداف وخطة إستراتيجية طويلة الأمد تتماشى مع الرؤية السعودية 2030. هذه الهيئة يكون لها فروع في كل منطقة من مناطق المملكة الثلاثة عشر. ومن أهداف المسؤولية الاجتماعية تشييد الحدائق العامة والمكتبات العامة في الأحياء السكانية، قصور الأفراح وترميم المساجد وبناء المدارس، دعم الجمعيات الخيرية بصفة عامة تُعنى بالإنسان وكل الخدمات التي يحتاجها -سكن، غذاء، مواصلات، تعليم، صحة، المجتمع ينتظر رد الجميل للوطن وأهله، والاستثمار في شراكة المسؤولية معاً (الغني يساعد الفقير)، من دون منّة، الدولة لا تفرض لا ضرائب ولا فوائد على الأرباح التي تجني من العمليات المالية التي تجريها البنوك.
من يبادر وكما يقال من يعلّق الجرس ويتبنى فكرة إنشاء (هيئة المسؤولية الاجتماعية) أهو من الشركات المدرجة في الأسهم أم من إحدى الشركات العائلية أم تراه رجل أعمال من يبادر ويدعم الفكرة اقتصادياً وإعلامياً وحكومياً أمام الجهات المسؤولة وكلي قناعة أنها سوف تدعم الفكرة وتساهم في إنهاء الإجراءات القانونية المطلوبة، لكم أن تتخيلوا ردة فعل المجتمع حتما إيجابية بكل المقاييس فهي داعمة للمحبة والألفة، وقد دعا إليها الإسلام على لسان رسوله (صلى الله عليه وسلم) فيما رواه عنه عبدالله بن عمر حيث يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته؛ الإمام راعٍ ومسئول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسئولٌ عن رعيته).
وفي الختام بغض النظر عن المسمى هل هي هيئة المسؤولية الاجتماعية أو المؤسسة العامة للمسؤولية الاجتماعية المهم من يتبنى الفكرة من إحدى الشركات العائلية أو الشركات المدرجة في سوق الأسهم أو من رجال الأعمال ونراها على أرض الواقع تعطي القليل مما أعطاهم الله وتدعم المجتمع ويردوا شيئا من الجميل الذي أعطاهم الوطن.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وأطال بعمره، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء.