جاسر عبدالعزيز الجاسر
رغم كل تجاوزاتهما وخرقهما للمواثيق والاتفاقيات وعدم تنفيذهما للقرارات الدولية بما فيها قرارات مجلس الأمن الدولي ظلت إيران وإسرائيل محصنتين من العقوبات الدولية التي تعيدهما إلى الصواب.
نظام ملالي إيران لا يهتم بأي ضوابط قانونية ولا حتى القيم الأخلاقية سواء في تعامله مع الشعوب الإيرانية التي تعاني تهميشاً وتمييزاً عرقياً وطائفياً وتعنتاً واضطهاداً طال حتى من يشاركوه في الانتماء المذهبي والأصل العرقي, فالفرس من الإيرانيين لهم نصيبهم من القمع الذي يصل إلى القتل وتنفيذ أحكام الإعدام الجائرة, وإلى السجن لأعوام طويلة, وتشريد مئات الآلاف منهم, فالمعارضون الإيرانيون من الفرس يوجدون في كل دول العالم, ويشكلون نسباً عالية في الدول الأوروبية إلى جانب أبناء القوميات الأخرى من عرب, وأكراد, وبلوش, وأذريين, وتركمان, ويذكر المهتمون بالشأن الإيراني أن ملايين الإيرانيين من مختلف القوميات والشعوب الإيرانية هاربون من جميع ملالي إيران الذي أوصلوا إيران إلى امتلاك المرتبة الأولى في تنفيذ أحكام الإعدام الذين كانوا حريصين أن يطول الجميع، وإن كان التميز للعرب والأكراد الذين تدلّى المئات منهم من المشانق التي علّقها النظام الإيراني لزهق أرواحهم.
شرور ملالي إيران لم تقتصر على البلاد التي ابتليت بحكمهم، بل تجاوز ذلك لخارج الحدود، وكما ابتليت الشعوب الإيرانية من جور هذا النظام، ابتليت الدول المجاورة من شرورهم وثقافة الإرهاب التي نقلوها إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين ويحاولون تعميمها في جميع دول الخليج العربية التي أحبطت العديد من محاولاتهم الخبيثة.
تجاوزات ملالي إيران معلنة والجميع يعرفها ومع هذا لم تردع، وحتى العقوبات الاقتصادية التي فرضت على النظام وظّفها لصالح بقائه واستثمرها لتضخيم ثروات قادته، وبالذات المراجع الطائفية وقادة الحرس الثوري الذي يعد الآن أخطر وأكبر ذراع إرهابي في العالم، ومع هذا مسكوت عن أفعاله, فجنرال الإرهاب قاسم سليماني يتنقل بحرية بين بغداد ودمشق وبيروت ومع أن الجميع يعرف تحركاته إلا أنه يتنقل بأمان.
في الجانب الآخر يحظى الكيان الإسرائيلي بنفس الرعاية والحماية التي منحت لملالي إيران, فالكيان الإسرائيلي لم ينفذ أي قرار من قرارات مجلس الأمن الدولي، ولا يستجيب حتى لطلبات حلفائه الذين يحمونه من العقاب الدولي، فتل أبيب لا تصغي لطلبات واشنطن ولندن وباريس، عواصم الدول التي أرضعته أسلحة وأموال وتحصين من العقاب الدولي، وآخرها الطلب بوقف إنشاء وتوسع إقامة المستوطنات الصهيونية التي انتشرت كخلايا السرطان في الأراضي الفلسطينية لمنع إنشاء الدولة الفلسطينية المرتقبة.
واشنطن ولندن وباريس تطلب وتل أبيب لا تكلف نفسها حتى الرد لأنها واثقة أن هذه الطلبات مجرد رفع العتب ومثلما يمارس الغرب مع نظام ملالي إيران, أما الطرف الآخر المتمثّل في روسيا فلا حاجة للتفكير في رفع العتب، إذ تمارس تحالفها ودعمها للملالي والصهاينة دون وجل وخصوصاً أن بعض العرب يطلب ودهم ويعطيهم ما يريدون من مناورات مشتركة وقواعد عسكرية دائمة ومشاركة حتى في التصويت بالمحافل الدولية.