سعود عبدالعزيز الجنيدل
الشهرة كلمة تحمل أبعاداً نفسية، واجتماعية...ينالها المرء بعدة طرق منها: المنصب، أو العلم، أو الفن، أو الرياضة...الخ، وهذه الطرق تؤدي إليها، سواء اتفقنا مع الطريق الذي سلكه الشخص أم لا، فالمحصلة النهائية هي بلوغه للشهرة.
مشكلتي تكمن مع أناس آخرين بحثوا عن الشهرة بغض النظر عن الوسيلة التي تمكّنهم من بلوغها، وهم بعض المشاهير «مع تحفظي لمكانة هذه الشهرة» في شبكات التواصل الاجتماعية المختلفة.
هؤلاء أو بعضهم يحمل هوساً بهذه الكلمة «الشهرة» ولا يكون عنده مانع في الوصول إليها بأي طريقة أو تصرف تتطلبه هذه الكلمة.
وبما أنّ المتابعين لهؤلاء أو أغلبهم من صغار السن، أو من الشباب الذين يبحثون عن الضحك والوناسة، فهذا الأمر دفع هؤلاء المشاهير إلى إطلاق العنان لمخيلاتهم لكي يبدعوا في إضحاك هؤلاء المتابعين، ولا أكتمكم سراً أني أرفض الوسائل التي يستخدمها هؤلاء المشاهير، ولكني وفي الوقت نفسه أتصور أنّ هذه الوسائل خاصة بالمشاهير، وتعكس ثقافاتهم، وخلفياتهم العلمية.
وما يبثه هؤلاء المشاهير ويشاهده المتابعون من المفترض أن يكون أمانة، ويدعو إلى تهذيب النفوس والارتقاء بثقافاتهم ومعلوماتهم الشخصية، ولكني أرفض تماما بث أموراً لا تناسب قيم المجتمع، أو تستهزئ بقرارات حكومية أو تنتقص من الدول الشقيقة.
والمشكلة تكمن في محاولة المتابعين تقليد هؤلاء، بغض النظر عن صحة التصرف، فهؤلاء المتابعين يَرَوْن هؤلاء المشاهير قدوة لهم، وهنا تكون المصيبة! فأي قدوة يمكن أن تكون من هؤلاء المفلسين ثقافياً، وعلمياً.
وللأسف أنّ هناك مثالين حصلا الأسابيع الماضية، أدت إلى رد فعل من المجتمع، وهذه الردود جاءت رافضة لما بُث من هؤلاء، الأول جاء عن طريق عرض ستاند أب كوميدي، والآخر تكلم عن الأوامر الملكية.
مما أثلج صدري هو القرارات التي اتخذتها وزارة الداخلية مع هؤلاء، فقد تم توقيفهما، وعدم السماح لهما بنشر مثل هذا الكلام الفارغ الذي يدل على خواء عقولهما.
وهذا الرد من وزارة الداخلية دليل قوي على رفض هذه الأمور، وأن هذه الوسائل الاجتماعية يجب استخدامها بما يفيد الناس، وعدم السماح لها بأمور تؤدي إلى انتشار الفوضى في المجتمع.
أخيراً..
طريق الشهرة يحتاج إلى وعي وثقافة، وليس مرهوناً بكلام أو مواقف تصدر من أناس لا يملكون الوعي والثقافة، وكما هو معلوم سلفاً أن فاقد الشيء لا يعطيه.
ودمتم...