محمد بن علي الشهري
خطا الأخضر خطوات موفقة في الطريق إلى مونديال روسيا (بإذن الله)، من خلال ما حققه حتى الآن من نقاط كفلت له تصدّر المجموعة القوية بفارق النقاط.
لعل المبهج في الأمر هو اقتران النتائج الجيدة بتصاعد المستوى، فضلاً عن استعادة روح الأخضر الوثّابة، والقتالية، وعدم اليأس، وهي السمات التي تميّز بها خلال مراحل تسيّده للقارة الصفراء ردحاً من الزمان.
المبهج أكثر هو ذوبان الألوان، وانصهارها في لون واحد، ألا وهو لون (الوطن) الأخضر، وكذا، وإلى حد بعيد، خفوت (البؤر) التي دأبت خلال العقدين الماضيين على ممارسة التشويش والتأليب وإثارة الزوابع حوله، لدوافع تبدأ وتنتهي بالميول للنادي، من عيّنة إثارة الزوابع حول شارة الكابتنية على سبيل المثال لا الحصر، صحيح أن فلول تلك (البؤر) ما تزال موجودة، وتمارس نشاطها غير المشكور بين الفينة والأخرى بحق منتخب الوطن، لعل آخرها استهداف النجم (نواف العابد) قبيل اللقاء المصيري أمام أستراليا !!.
هذه المكتسبات المبشّرة لاشك في أنها نتاج عمل تكاملي ( فني، إداري، عناصري، جماهيري، إعلامي )، تضافرت جميعها فكان من الطبيعي أن تتشكل الصورة التي افتقدنا رؤيتها طويلاً.
من حقنا أن نفرح، ليس لأننا حصدنا النقاط العشر التي تصدرنا من خلالها المجموعة الحديدية، وإنما لأننا استطعنا أخيراً تحطيم الإطار الكئيب الذي لازَم المشهد على مدى الأعوام العشرة ونيّف الماضية.
ولكن هذا لا يعني بأي حال أن ننسى فن التعامل مع أعراف ونواميس كرة القدم المليئة بالتقلبات والمفاجآت والمتغيرات، وإن شئت فقل : المليئة بالعجائب والغرائب.
ذلك أن التصفيات لم تبلغ منتصفها حتى الآن، ما يعني أن المشوار ما يزال طويلاً، ولم نضمن التأهل بعد، وأن القادم أصعب، ولكن تجاوزه ممكن - بحول الله وقوّته -.
نعم للتفاؤل اقتداءً بتوجيه ( سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه ) ولكن مع قدر كبير من الحذر، وبقدر أكبر من الوسطيّة في الاحتفال، وفي التعبير، وفي التعاطي مع الأمور، وأعني عدم المبالغة .. حتى لا نعود لممارسة جلد الذات في حال لم يتحقق الهدف المنشود المتمثل ببلوغ المونديال - لا قدّر الله -.
رُعاة العودة إلى الوراء؟!
لا نحتاج إلى الكثير من التفكير للتعرف على الأطراف الداعمة والساعية إلى التمديد لمجلس إدارة اتحاد اللعبة المنتهية ولايته، تحت ذرائع ومبررات هلامية، بل مضحكة، إذ إن تلك الأطراف معروفة سلفاً؟!.
كما أننا لا نحتاج إلى الكثير من التعمق لمعرفة فحوى وأسرار الرغبة في تحقيق هذا المطلب، فهي الأخرى معروفة، وشواهدها أكثر من أن تستوعب هذه المساحة سردها، لاسيما وهي مرصودة وموثقة بالصوت والصورة؟!.
ذلك أنّ التذرّع والتحجج بالنقلة النوعية التي طرأت مؤخراً على صعيد المنتخب، إنما هي انتهازية مكشوفة، واستغلال لنجاحات يأتي نصيب مجلس اتحاد اللعبة فيها في ذيل القائمة، فالمتابع الحصيف ليس في معزل عن مجريات الأحداث، وبالتالي لن تنطلي عليه مثل هذه (الفهلوات)؟!.
أربع سنوات (عجاف) عاش خلالها الوضع العام لكرتنا حالة مزرية بقيادة هذا المجلس، وبمجرد أن تحسّنت أوضاع الأخضرنوعاً ما، تهافتت (جوقة) التكتل لاستثمار الموقف لصالحها في محاولة للعودة إلى الوراء؟!!.
يقول المثل الشعبي الدارج: (لو كان شمس كانت أمس)، بمعنى: أين كان اتحادنا (المتباكي) خلال السنوات الأربع الماضية، وماذا كان يفعل، ولماذا لم تظهر موهبته الفذّة إلاّ مع غروب شمسه؟!!.
لماذا لا تكون انتفاضة الأخضر الأخيرة إنما جاءت تعبيراً وابتهاجاً بانتهاء أسوأ حقبة عاشتها الكرة السعودية بقيادة هذا الاتحاد؟؟!.
الأخضر سيظل - إن شاء الله - بخير برعاية الله، ثم بقيادة جماهيره الوفية وحدب الأنقياء الذين تخلو حقائبهم من الأجندات الخاصة.. فلا حاجة بنا للعودة إلى الوراء التعيس تحت أي ظرف، كفى.