علي عبدالله المفضي
أتساءل كثيرا.. من باستطاعته أن يقف أمام هذا الطوفان من المتغيرات المتسارعة التي لديها القدرة العجيبة على أن تقتلع كل ما يقف بوجهها واستمرار سعيها إلى اقتلاع جذور كل ما ليس له علاقة بماديتها دون التفات لقيمةٍ إنسانية أو روحية وعلى كافة الأصعدة وتحوّل كثير من التعاملات إلى القيم المادية البحتة بطريقة موجعة للإنسان الحقيقي وعجزها التام برغم هذه القوة الغاشمة عن زعزعة الأنفس التي تحتمي بالثوابت والقيم العليا للإنسان؟؟
ولأن الأدب شطر مهم من حياة الإنسان فقد بقي بعيدا في الغالب عن التماهي مع المادة على حساب المشاعر والمبادئ النبيلة.
وبرغم تعدد سبل ووسائل التواصل وشغل الوقت بالكثير منها من إصرار الناس على تداول الشعر وتناقله وتجدده وتحويل أغلب وسائل الترفيه والمتعة حرفا وصوتا وصورة لخدمته إلا أن منابع الشعر العذبة تجد من الإنكار والجحود والتجاهل الكثير من الجور إذ كثيرا ما تصلك أبيات أو قصيدة ذات قيمة عالية دفعت من أرسلها إليك إلى الاهتمام بها وإيصالها إلى أكبر عدد ممكن من الناس مع إغفال لحقِّ قائلها بعدم ذكر اسمه مما يتنافى و يتعارض مع علو ذوق ناقلها مما يتسبب بالألم للمبدع الذي تعب ليصل إلى ما ينال إعجاب الناس وقناعتهم فهل ننصف الشعراء وننسب إليهم قصائدهم ليتوافق علو ذوقنا بروعة الاختيار مع سجية الإنصاف.