يوسف المحيميد
على خلفية طلب إيران من تركيا التوسط لعودة العلاقات مع المملكة، يقول وزير الخارجية الجبير، إن المطلوب من إيران الامتناع عن تبني الوصاية على اتباع المذهب الشيعي من مواطني دول المنطقة، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وتبني مبدأ حسن الجوار. نعم هذا صحيح، لأن المشكلة أن إيران تفرض وصايتها على مواطني الشيعة في المنطقة، تحديدًا على المواطنين العرب فقط، فهي لا تتدخل في شيعة الصين وأذربيجان وطاجيكستان وغيرها، أي أن الأمر واضح، فالصراع فارسي عربي، والمذهب مجرد أداة رخيصة للوصول إلى هذا التغلغل في الدول العربية، وتحقيق أطماعها التوسعية!
من الذي لا يبحث عن السلام والاستقرار في المنطقة؟ الكل يبحث عن هذا السلام وحسن الجوار، والمملكة من أكثر دول العالم بحثًا عن السلام والاستقرار، والتاريخ يثبت أن من يتقدم نحوها بخطوة تتقدم نحوه عشر خطوات، شرط أن يكون صادقًا وجادًا، فماذا لو جلست الدول الإقليمية ذات العلاقة المباشرة، كالمملكة وإيران وتركيا على طاولة التفاهم والمشاورات، وحسمت أمر سوريا واليمن، وأيضًا العراق؟ ماذا لو عاد الاستقرار والبناء والتنمية من جديد في هذه الدول الثلاث؟ ماذا لو انشغلت إيران بشأنها، وبناء اقتصادها، وتركت هذه الدول تقرر مصيرها؟ ماذا لو توقفت إيران عن الحروب بالوكالة في الدول العربية؟ ماذا لو اجتمعت هذه الدول الإقليمية الثلاث، المملكة وتركيا وإيران، وأصبحت صمام أمان المنطقة؟
لقد أثبت العالم خلال حروبه المريرة أن الحل الدبلوماسي هو الأكثر نجاحًا، وأن الحروب لا توجد حلاً، بل تخلف ملايين القتلى والمعاقين، وتنشر الجوع والفقر والأمراض، فهل تتوقف آلة الحرب في المنطقة؟ وتعود إلى طاولة التفاوض، وتبدي الرغبة الصادقة في حسن الجوار؟ هذا ما نتمناه نحن كدعاة سلام.