محمد آل الشيخ
لا خلاف أن جميع مشكلات المشرق العربي مصدرها إيران الملالي. فلإيران وعملائها اليد الطولى في كل مشكلات وكوارث هذه المنطقة. العراق تحتله احتلالاً كاملاً وسافرًا، من خلال عملائها كما هو معروف، والفساد الضارب أطنابه في أرض العراق، أسسهُ ورعاه منذ انسحاب الأمريكيين عميل إيران، ولص العراق الشهير «نوري المالكي». لبنان يسيطر عليه، ويتحكم في قراره، ويدمر أمنه، ويهز استقراره، وينسف اقتصاده، (حزب الله)، وعميل الإيرانيين الملا «حسن نصر الله». سوريا التي ما زالت الحرب الأهلية مستعرة فيها منذ ما يقارب السنوات الست، تُعتبر إيران عاملاً رئيسًا في إذكاء تلك الحرب الطاحنة التي أكلت الأخضر واليابس، والإنسان والبنيان. اليمن الذي انقلب الحوثيون ومعهم صالح فيها على السلطة الشرعية، تتبناهم علنًا وعلى رؤوس الاشهاد إيران، وتمدهم بكل ما من شأنه إبقاء الحرب الأهلية هناك مستعرة. كل ما تشهده مملكة البحرين، من اضطرابات وقلاقل يقف وراءها الإيرانيون.
وهنا يأتي السؤال الذي يستفزني كل من يطرحه، وفحواه: لماذا لا تجلس المملكة والخليجيون مع الإيرانيين، ويتفاوضون لحل مشكلاتهم؟.. مشكلتنا الأولى مع إيران سببها أنها دولة لها أطماع توسعية في كل بلاد العرب، ولديها رغبة جامحة في السيطرة على كل من جاورها، وهي عمليًا تستهدف سيادة دول الجوار واستقلالها، فكيف يمكن أن تتحاور مع من يعمل على مصادرة سيادتك واستقلالك ويسعى بكل الطرق إلى تقويض أمنك واستقرارك؛ الأمر الذي يجعل علاقتنا مع إيران تقوم على خيارين لا ثالث لهما، إما نحن وإما هم.
وإيران، ومعها كوريا الشمالية، دولتان مارقتان، لا يمكن لعالم اليوم أن ينعم بالأمن والسلام طالما أن هذين النظامين يمارسان مشكلاتهما مع من جاورهما، الأمر الذي جعل كوريا الشمالية هي مصدر إثارة التوترات في منطقة الشرق الأقصى، وإيران مصدر للقلاقل والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط. ومثل هذه الدول متى ما وجدت تراخيًا في التعامل معها من قبل المجتمع الدولي، ستجد فورًا أنها تصول وتجول، وتصبح تحركاتها من شأنها تغذية الاضطرابات الإقليمية.
إيران المارقة كادت أن تختنق من جراء الحصار الاقتصادي، لولا أن «أوباما» أنقذها من خلال توقيعه الاتفاقية النووية ومعه الدول الخمس العظمى، حينها كان الأمريكيون يبررون توقيعهم لتلك الاتفاقية، ورفعهم الحصار الاقتصادي عنها، أنها ستجعل الإيرانيين منسجمين مع المجتمع الدولي لا متمردين عليه، كما هم منذ الخميني وحتى خامنئي. غير أن ما نتج عن توقيع هذه الاتفاقية، أنها مكنت إيران من الحصول على مداخيل مالية ضخمة، وظفتها على الفور ليس في رفاه شعبها وخدمة مشكلاته البنيوية الداخلية، وإنما في إثارة المشكلات وتمويل الاضطرابات في الدول التي تحدَّثت عنها في مقدمة هذا المقال.
لذلك أقول إن قدرنا - مع الأسف - مع تغول إيران أن نبقى على خصام مستمر، ولن يحل مشكلات العالم برمته مع هؤلاء المارقين (إيران وكوريا الشمالية)، إلا أن يعاملهم العالم مثلما عامل داعش، بالعمل على اجتثاثها من جذورها.
إلى اللقاء