نوف بنت عبدالله الحسين
سطوة الفخامة تتشكل في هيبة رائحة العبق الشرقي المميز... تجده يلتف بروحانية مهيبة حول سجادة الجدة... يحكي عن ذلك الرقي الخفي الذي نعم به زمن أصيل فريد... وكأنها رائحة من الأساطير المعتّقة، فصنعت وقار سكب في قوارير مميزة بزخرفة مذهبة.. أغلقت بإحكام لتحتفظ بتناغم الرائحة الفذة النفاثة الآسرة...
عجباً لوقار رائحة تذكرنا بيوم الجمعة... وأيام العيد... وليالي الأفراح... تلك الرائحة التي توارثناها منذ أجيال... وسنورثها للأجيال القادمة...
نستشعر عظمة هذه الرائحة بمجرد مرورها في المكان... تخلص بتواجدها جراء مصافحة أو احتضان... لتنبئك عن مخمليتها... رائحة لها ثقلها ومكانتها... تتربع على عرش الروائح الأخرى.... لها كينونتها الخاصة... وطقوسها المميزة في وضعها على الرسغ ومكامن النبض... لتثبت مكانتها وتختلط مع مسام الجسد الذي يتنفسه بعشق.
لها ذلك الحضور القوي الذي يفرض سلطانه على الجميع دون سابق إنذار... تثير زوبعة من رياح الشرق وليالي ألف ليلة وليلة... كأنها قصة لشهرزاد التي لا تخضع لقوانينها فلا تصمت عن الكلام المباح بل تستمر في ذلك البث العجيب... إنها رائحة دهن العود يا سادة...