د.عبدالعزيز العمر
على كل ولي أمر طالب ألا يتوقَّع أن يحقق ابنه مستوى مميزاً من الإنجاز والإتقان في كل مقرراته المدرسية، هذا مستحيل. وإذا حدث ذلك فقد يكون دليلاً على وجود خلل واضح في ممارساتنا وأساليبنا التقويمية.
عندما يحصل طالبنا في الثانوية العامة على درجة تتجاوز 95 من 100 في كل مقرراته المدرسية فحتماً هناك خطأ ما في ممارساتنا التعليمية، فمن غير الممكن أن يميل الطالب إلى كل مقرراته المدرسية المتنوعة بنفس القوة.
حول هذا الموضوع، ومع اقتراب فترة الاختبارات النهائية قام أحد المعلمين المميزين في إحدى المدارس بكتابة الرسالة التالية إلى كل ولي أمر طالب، ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، وكان من أهم ما ورد في الرسالة ما يلي:
أنا أدرك مدى قلقك على تقدم ابنك الدراسي، ولكن تذكَّر أنه لا يمكن لأي طالب أن يتقن تعلم كل المواد المدرسية بنفس المستوى، هناك الكثير من الأعمال في الحياة التي لا تتطلب النجاح في كل المقررات المدرسية، فهناك الفنان وقارئ القرآن الذي لا تعني له الكيمياء شيئاً، وهناك الرياضي الذي لا تهمه الفيزياء، وهناك من يهوى التخيل في بناء وتركيب المجسمات الذي لا تعني له البيولوجيا شيئاً، وهناك من يحب تركيب الدوائر اللاسلكية والاتصال الذي لا تهمه كتب التاريخ..
أرجوكم لا تضعوا مزيداً من الضغوط على أبنائكم لكي يتقنوا تعلُّم كل مقرر دراسي.. إن فشل ابنك في مقرر أو آخر لا يعني بالضرورة فقدانك الأمل بمستقبل ناجح له، إذا حقق ابنك تميزاً في كل مقرراته فهذا أمر عظيم!!، ولكن، أرجوك لا تفقده الثقة في نفسه عندما يفشل في أحد المقررات.