فهد بن أحمد الصالح
إن حقيقة ما يدور في ساحتنا الرياضية لا يمكن لأحد أن يقبله أو يقول بصحته، فإذا ربطناه بالنتائج فهو واقع دون شك لا يرضى البعيد فكيف بالقريب، وإن ربطناه بازدياد التعصب في المشهد الرياضي وارتفاع درجة الاحتقان فإن الجميع يتفق أن الواقع مؤلم والأحداث مأساوية خاصة وأن أحد أهم الأسباب هو الغياب الرسمي عن الكثير من الأحداث وعدم التعليق عليها مباشرة من القيادات الشبابية في هيئتنا الرياضية، ويضاف على ذلك أن شخصيتين من أهم الشخصيات في الوسط الرياضي لا نراهما ولا نسمع بهما ولا نقرأ عنهما، ولا يرغب الجميع وكذلك رئيس الهيئة أن يصبح سموه الوحيد في الساحة وأن غيره لا يستطيع أن يأخذ جزءا من الواجب تجاه تصحيح العديد من المفاهيم أو تبرير الأخطاء التي لا نشك أنها غير مقصودة، ولا نريد أن نحرق شخصا واحدا وندعه في المشهد لوحده، ولا أظنه مركزياً بالصورة التي تظهره بها الهيئة أو الإعلام فيها، والجميع على يقين أنه كان فارس التغيير الرياضي المنتظر لأنه يحمل فكرا خاصاً غير تقليدي واهتمامه الرياضي وخبرته الميدانية تجعله يقرأ المستقبل بوضوح وحمل ملف التحول الرياضي منذ سنوات قبل رئاسته للهيئة.
إن منصبي المساعد والمتحدث الرسمي لا تقل أهميتهما في الوسط الرياضي عن أهمية منصب الرئيس، لذا لابد من وضوح الخطاب الإعلامي من خلال المتحدث الرسمي للهيئة وسرعة الرد والتواصل فيما يكتب عن الهم الرياضي الوطني الذي يتناوله الكتاب والمهتمون بحرقة لأنهم يرغبون أن يكون وطنهم ملء السمع والبصر رياضياً، كذلك فالإيضاح الرسمي يحمل المصداقية ويقبله الجميع ليساهم في إزالة الكثير من اللبس أو تصحيح النظرة، وبالتالي تقليل درجة الاحتقان ومنع تراكمها، كما سيساهم في معالجة التعصب الذي يتفاقم مع الغياب الرسمي لخطاب الهيئة وهو واقع مشاهد لا ينكره من يعيش الواقع، أضف إلى ذلك أن الهيئة الرياضية الآن والرئاسة سابقاً معنية بالشباب وأنشطتهم والمفترض أن إدارة العمل فيها ليست كالبيروقراطية الحكومية، وتوزيع الأدوار فيها بين المناصب القيادية أمر واضح خاصة وأن القائد يحمل ثقافة العمل الخاص وديناميكيته وسرعة التفاعل والتواصل، وهذا يجعلنا نتساءل عن حضور مساعد الرئيس ونشاطه الإداري والرياضي ولو أن سجله حافل بالأنشطة الرياضية والتربوية والشبابية في جامعة الملك سعود ولا شك أنه قيمة مضافة للعمل الرياضي.
لسنا في مجال تصيد الأخطاء أو تتبع العثرات لأننا على ثقة كاملة من حسن النوايا وأن كل عمل معرض لوجود اخطاء او هفوات لا شك يعذر أصحابها إن لم تتكرر، ولكننا نتطلع إلى أن يتواكب الاهتمام العام بالرياضة وما يصرف عليها بالنتائج التي تتحقق وكذلك نتطلع لاهتمام الجهاز الرسمي بالمهتمين مثله في الوسط الرياضي، لأننا قد سئمنا من التعصب وارتفاع درجته بصورة أصبحت تمس الأرواح والممتلكات، والمجتمع الرياضي وحتى غير الرياضي يتساءل عن تدني تفاعل الهيئة الرياضية مع ما يكتب، بل إنك لا تستطيع أن تجد خلال سنة كامل تعقيباً عن موضوع أو تصحيحاً لمفهوم أو تجاوباً مع مقترح، فمئات المقالات تكتب وآلاف المقترحات تقدم والكثير من الإشادات والانتقادات تظهر في وسائل الإعلام المختلفة وقنوات التواصل ولا ترى استجابة تصححها أو تعالج وجهة النظر فيها إذا كانت خاطئة أو تدفع بغيرها للمزيد من الإيجابية، لأن كل ما يطرح هو وجهات نظر تحمل الخطأ مثلما تحمل الصواب، وعند التفاعل معها لا شك سيتم التصحيح وهذا بالمقابل سيساعد في معالجة التعصب فالاهتمام بهذا الامر أصبح اهتماما عاما، وبالمثل ستقل درجة الاحتقان في الوسط الرياضي.
ختاماً، لم يحظ أي مجال تنموي بالاهتمام من القيادة الكريمة مثلما حظيت به الرياضة، ولا يوجد مجال أخذ العناية من الإعلام مثلما حظيت به الرياضة والدليل ملموس سواء المقروء أو المسموع أو المشاهد، ولا نظن أن مجالاً يمكن أن تصنع فيه القيادة الفرق مثلما نراه في الرياضة للاهتمام المجتمعي الكبير خاصة ونسبة الشباب تتجاوز 60 % من تعداد سكان مملكتنا الغالية، ولذا فإننا نتوقع أن سرعة تفاعل الهيئة الرياضية وحضور خطابها الإعلامي واستثمار القيادات فيها سيحقق الكثير من الرضا على المستوى المجتمعي أو على مستويات الألعاب ونتائجها وما يتحقق من وجودنا العالمي، وهي فرصة سانحة للانطلاقة مع رؤية الوطن الكريم 2030 وكذلك برنامج التحول الوطني ومبادرات الهيئة الـ22 لنكون قريباً في مستوى الطموحات والآمال التي طال انتظارها، فنحن نستحق الفرحة ووطننا يستحق التضحية ورياضتنا تحتاج اهتماما، ومشهدنا الرياضي قد مل الرتابة والتسويف وأعيتنا المراكز المتأخرة وأزعجنا التعصب، ولذا فإن غياب الإعلام الرسمي وتفاعله جعل الساحة الرياضية تغص بما يكتب فيها حتى وإن كان يمثل رأي صاحبه ولا يمثل رأي الوسيلة الإعلامية.