الجزيرة - فرحان الجارالله:
تواجه حالياً كثير من الأندية المحلية خصوصا أندية الدرجات الأولى والثانية والثالثة أزمات مالية خانقة بسبب قلة الموارد وعزوف أعضاء الشرف الملحوظ وتناقص أعداد المقبلين على عضوية الجمعيات العمومية - أمامي قوائم لأعضاء الجمعيات العمومية بعدة أندية ويلاحظ تناقص الأعداد لأكثر من 80 % هذا العام عنها قبل ثلاث سنوات - مع تقلص الإعانات التي تتلقاها تلك الأندية من الهيئة العامة للرياضة والاتحادات الرياضية، خاصة فيما يتعلق بإعانات الأنشطة والألعاب المختلفة مما ضاعف الضغوط على الأندية أمام حتمية الصرف على الألعاب المختلفة ولاعبيها ومدربيها وبالتالي يهدد مستقبل تلك الأندية وجعلها تقترب من حد الانهيار مع عجز الإدارات (المتطوعة) من الإيفاء بالالتزامات المادية لدرجة أن وصل الحال بأن يعلن رؤساء أندية الدرجة الأولى (عزمهم) على تقديم استقالات جماعية ما لم يتم وضع حلول سريعة لصرف المستحقات المالية المتأخرة لتلك الأندية من حقوق النقل التلفزيوني ومستحقات وإعانات أخرى رغم أنه يتم معاملتها كأندية محترفة، حيث (فرض) عليها تطبيق نظام الاحتراف وفي المقابل (استبعدت) من رابطة المحترفين ليقتصر الأمر على أندية دوري جميل بالنسبة لعوائد الرعاة والنقل التلفزيوني..! وهو الأمر الذي يكشف حقيقة ما تمر به الأندية بالوقت الراهن وينذر بمستقبل غامض بل ومخيف جدا خاصة وأن بارقة أمل الإنقاذ بقرار (تخصيص) الأندية قد انطفأ تماما مع تعثره منذ سنوات..!
ومن هنا فإن فرصة البحث عن حلول ومخارج لمعاونة الأندية للخروج من أزماتها وهمومها المالية محدودة وضيقة لكن لابد من معالجة بعض الجوانب لعلها تساهم في تقنين وتقليل مصروفات الأندية ومن ضمنها طرح فكرة «تخصيص الأندية»..!
ويتلخص ذلك في أن يتم إعادة دراسة أوضاع ومخرجات واهتمامات وتفوق الأندية في الألعاب المختلفة في كل منطقة من مناطق المملكة بحيث يتم إصدار قوائم من قبل الاتحادات الرياضية وفق تنظيم مناسب تتضمن توجيه الأندية بالمناطق بأن تكون «كرة القدم» رئيسية وكل نادي يخصص له لعبتين مختلفتين على الأكثر -البارز والمتفوق بها بمنطقته-وتلغى تلك اللعبتين من بقية الأندية وبالتالي توجيه المواهب للمكان المتخصص، ونفس الشيء للألعاب الأخرى لبقية الأندية في كل منطقة بحيث تقتصر إعانات الاتحادات وتوجه حسب التخصص وتصرف المخصصات على تلك الألعاب وبمراقبة مالية دقيقة من الهيئة والاتحادات.. وتوجيه المواهب بمختلف الألعاب الوجهة المناسبة للنادي المتخصص بهذه اللعبة أو تلك سيزيح عن الأندية مسئولية الصرف المالي العشوائي والمرهق للميزانيات على ألعاب كثيرة دون جدوى ودون مردود فني وسيساهم بتخريج مواهب تم العناية بها جيدا والصرف عليها وفق ميزانيات مالية واضحة.. وضخ تلك المواهب للمنتخبات الوطنية التي تعاني منذ سنوات على أن يتم إقامة البطولات لمختلف الألعاب على مستوى المناطق بتوزيع جغرافي مناسب سواء بنظام الدورات المجمعة أو بطريقة الذهاب والإياب لزيادة الاحتكاك والرفع من المستوى الفني وللتغلب على محدودية إقامة بطولات بالمنطقة الواحدة.. والأمر عموما يحتاج لقرار جريء وقوي.