يوسف المحيميد
لا شك أن المرحلة خطرة للغاية، سواء على المستوى الأمني الإقليمي، وما صاحب ذلك من حروب ونزاعات وأطماع إقليمية مقلقة، أو على مستوى دبلوماسي سياسي نشط، أو على مستوى اقتصادي عالمي، برزت فيه أزمات متتالية، طالت معظم دول العالم، وفوق ذلك حروب إعلامية مستمرة وطاحنة تحتاج إلى يقظة ووعي وقدرة على التعامل مع هذه المرحلة!
نحن نجابه ما يحدث حولنا، على جبهات عدة، منها ما هو واضح على السطح، ومنها ما هو خفي خاصة على المستوى الاقتصادي، بما قد يضر بمصالحنا على المدى البعيد، فعلى مستوى السياسة الخارجية نقوم بدور جيد، وبشهادة الجميع، بحضور المملكة بقوة في المشهد السياسي الإقليمي، لكن العمل الإعلامي الخارجي ما زال دون المأمول، ولا يوازي هذه السياسة، ويلبي ظروف المرحلة العصيبة، وما نواجه من حملات منظمة ضدنا، فنحن بحاجة ماسة إلى حضور مكثف وقوي ومدروس على المستوى الإعلامي الخارجي، سواء في الصحافة الأجنبية أو وسائل الإعلام المرئي، فمهما نجحنا في السياسة والدبلوماسية والاقتصاد، ومهما حققنا النجاح تلو النجاح على المستوى الداخلي والخارجي، ما لم يكن مصحوبا بآلة إعلامية منظمة وجادة وفاعلة، فكأننا لم نحقق شيئا يستحق الانتباه!
كيف نراجع العمل الإعلامي الخارجي، ومن المسؤول عنه، هل وزارة الخارجية أم وزارة الثقافة والإعلام؟ كيف يمكن أن نقترب من الصحافة الغربية المؤثرة، كيف نقدم أنفسنا ومواقفنا بشكل صحيح، كيف نثبت للآخرين أننا نسير باحثين عن الاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي، سواء الاستقرار الاقتصادي أو السياسي، كيف يعرف هؤلاء أن الممملكة منذ عقود طويلة صمام أمان في المنطقة، ومصدر ثقة واستقرار.
كل ذلك لن يتحقق دون آلة إعلامية فاعلة ومؤثرة، تتفق مع ظروف المرحلة الراهنة وخطورتها، فلا يمكن أن يحلق هذا الوطن بجناح واحد يتمثل في الدبلوماسية السياسية الخارجية، بل لابد أن يحلق بجناحين معًا، السياسية والإعلام الخارجي