د.عبدالله الغذامي
من الحكايات التي صارت تروى للعبرة أن رجلا يابانيا مر على جناح الصين في معرض عالمي في كندا،ووقف عند نموذج لسيارة من إنتاج صيني، فزم شفته وتوجه للصيني الواقف جبنه وقال له: تحتاجون لعشرين سنة كي تصلوا لشيء من مستوى السيارات اليابانية، فرد عليه الصيني قائلا: شكرا سيدي كنت أظن أننا نحتاج لخمسين سنة، ها أنت أفرحتني بأمل تقليص المدة.
تذكرت هذه الحكاية حين شاهدت الرئيس الصيني وسط حفاوة مجلسي بريطانيا: مجلس العموم ومجلس اللوردات وقد اجتمعا معا للحفاوة به حين زيارته لبريطانيا في أكتوبر 2015، وفيها توجه رئيس البرلمان ليقول للزعيم الصيني: لقد احتاجت بريطانيا بضعة قرون لكي تحقق ثورتها الصناعية وأنتم في الصين أنجزتم ثورتكم الصناعية في عقود معدودة، وكان يقولها أمام المجلسين وأمام شاشة تبث كلامه على العالم كله.
هنا تحضر المقارنة بين صيني في معرض يحاول أن يدرأ عن بلده شماتة جارهم ولم تمض سنوات حتى جاءت حفاوة البريطانيين بكل مكوناتهم ليقدموا شهادة من الحضارة العتيقة لبلد ينبثق من زمن العزلة والانغلاق إلى زمن الصدارة الاقتصادية والصناعية ليكون عملاقا خرج من قمقمه ليستقبل تعليقات البشر بين الجار الحاسد الشامت وبين صدارة عالمية جعلت الخطباء يصلون لحد المبالغات الخطابية والبلاغية في مديح المنجز.
المجز هو الجواب الوحيد الذي يمنح بلدك مقامه في عيون التاريخ ودونه ستظل تغني على ليلاك التي لا يعرفها أحد.