سُئل الدكتور علي أبو الحسن:
ماذا تقول لمن لم يكتب حتى الآن؟!
قال:
لا أتوقع أن هناك أحدًا لم يكتب؛ لأن الأمية علينا حرام، وختم عهد الأمية بسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
والإنسان الذي لم يكن من أهم خياراته
أن يمسك بالقلم ويكتب فلديه مشكلة،
فإقسام الله بالقلم الذي هو أداة تمييز
يدل على أنه كلما قَلّ استخدامك قلَّت
نسبة التمييز لديك..
ويقول:
أستغرب إن كان عمرك 18 - 19 -20 سنة
ولم تكتب مقالة؟!!!
ماذا صنعت إذن؟
أحيوا أقلامكم.
.. صدقًا ماذا يعني أنك لم تمارس الكتابة بعد؟!..
- الكتابة أسطورة، والأسطورة تتحدى الموت.
- إذا لم تمارس الكتابة فهذا يعني أنك الوحيد الذي يمشي على رصيف مكتظ بالبشر تصفق للصخب، وتموت ببطء شديد على كراستك.
- إذا لم تمارس الكتابة فهذا يعني أنك لم تتعرف على الموسيقى وهي تعزف، ولا على الشعراء الحقيقيين، ولا على الفنان وهو يجسد خياله، ولا على نفسك!
- إذا لم تمارس الكتابة فأنت لست صديقًا جيدًا لنفسك، تحتاج لوقت طويل كي تتعايش وتتصالح وتتسامى مع ذاتك.
- إذا لم تمارس الكتابة فأنت لا تستوعب النهايات المفتوحة، ستقرأ العالم وتفتح بالنهاية فمك بحثًا عن النـ(.)ـقطة.
- إذا لم تمارس الكتابة فأنت لا تجيد البوح مع نفسك، ولا التخلص من وجعك وحزنك وأسرارك التي تتحشرج في حلقك.
- إذا لم تمارس الكتابة فهذا يعني أنك عاجز عن إعادة «تغريداتك القديمة» التي تفخر ببعضها، وتخجل من البعض.
- إذا لم تمارس الكتابة فهذا يعني أنك حتى لو وضعت يدك على قلبك فلن يهبط وحي القصيدة عليك.
- إذا لم تمارس الكتابة فهذا يعني أنك ما زلت تفتش عن روحك، تشعر دومًا بالملل؛ لأنك تعيش دوامة الهروب المتواصل.
- إذا لم تمارس الكتابة فهذا يعني أنك بعيد عن التواصل مع من هم معك وحولك.. الكتابة صوتك، رأيك، تعبيرك، أخلاقك، شجاعتك.. أما الكلام فلن يوصلك إلى الحقيقة كاملة.
- إذا لم تمارس الكتابة فهذا يعني أن المفتاح بيدك، لكنك لن تفرق بين الأبواب الوصفية التي لا تشابه واقعك. بالمجمل أنت ضائع بين باب الدخول وأبواب الخروج.
- إذا لم تمارس الكتابة فهذا يعني أنك لا تنفك عن آراء أبيك وعمك ومعلمك، تحاول إبقاءهم حاضرين، لا تقدر على تجاهل أفكار تركوها بجعبتك.
- إذا لم تمارس الكتابة فهذا يعني أنك كـ يوم السبت لا طعم له، هو ليس سيئًا، لكنه ليس جيدًا، يوم طويل وضائع.
- الكتابة نقطة، نقطة واحدة فقط.
- وألقاكم.
- إيمان الأمير