المشهد الأول:
الكونجرس الأميركي يشرعن قانون جاستا، متجاهلاً العلاقات الثنائية السياسية الاقتصادية بين أميركا والسعودية، وذلك بفضل الليبراليين الذين دأبوا على تشويه صورة الدين والمتدينين، فكأنما كانوا يدينون كل سعودي أمام الشعب الأميركي، ويثبتون عليه تهمة الإرهاب التي هو براء منها!
المشهد الثاني:
- الكونجرس الأميركي يشرعن قانون جاستا، وهذا ما جنيناه من المتشددون والغلاة والصحويين الذين لم يستطيعوا إيصال رسالة الإسلام على الشكل الصحيح، وبالطريقة التي تثبت للعالم أن هذا الدين هو دين السلام والإنسانية واحترام الآخرين. فاضطر الأمريكان إلى سن قانون يحميهم من الإرهاب.
والحقيقة الغائبة عن أذهاننا، وبعيداً كل البعد عن أسباب وتداعيات هذا القانون، هي أن اختصامنا الدائم بسبب اختلافنا الفطري الفكري لن يساهم في جعل مجتمعنا أكثر تحضراً وإبداعاً وإنتاجاً بقدر ما سيساهم في تشويه هذا المجتمع وأفكاره. لقد أظهر قانون جاستا الكثير من عيوبنا، وأولها أننا ننادي كثيراً بالتنوّع الثقافي والاختلاف وتعدد الأفكار والتوجهات، وعند أول منعطف انحرفنا نحو الطريق التي تدين الآخر، ثم بدأنا في إلقاء التهم على كل من يختلف عنا. وكأننا قد أمسكنا بأكسير الحياة، ومن يختلف عنا ليس إلا ضالاً معرضاً. إن في الحياة متسع لنعيش مع بعضنا البعض بكامل اختلافاتنا وحرياتنا، ودون أن نتنازل عن معتقداتنا، فالفكر والمعتقد والدين هو حق أصيل لكل إنسان، لا يمكن لنا أن نجبر أحداً على التخلي عنها والإيمان بأفكارنا ومعتقداتنا. ولعله كان من الواجب علينا أن نترك المشهدين الأول والثاني ونصنع مشهداً ثالثاً يعبر عن وحدتنا الوطنية وحميتنا التي تحييها رابطة الأرض والولاء، متناسين كل اختلافاتنا الفكرية والثقافية والاجتماعية، ومنصهرين في قالب واحد يعبر عن رأيه أو مخاوفه تجاه الأبعاد الدولية الخطيرة لهذا القانون. ولو تتبعنا الأحداث سوياً لاكتشفنا أن هذا القانون (جاستا) الذي تحول إلى قضية رأي عام دولية لم يكن هو أول أمر يكشف مدى احتياجنا لفترات طويلة حتى نتكيف وننسجم مع اختلافاتنا ونؤمن أن لكل فرد حريته الدينية والثقافية والفكرية، فدائماً ما تكشفنا قضايانا الاجتماعية الداخلية، ولكن الغريب هذه المرة ومع تشريع هذا القانون هو تصديرنا الدولي لخلافاتنا، وهذا أمر خطير بلا شك، إذ ينهش في وحدتنا، وسلامنا، واستقرارنا. في ذات نقاش، قلت لصاحبي الذي يختلف عني تماماً: نحن لسنا خصوماً، نحن لسنا متشابهين، نحن نختلف عن بعضنا تماماً، ولكن نشترك في المواطنة وحب الوطن.
- عادل بن مبارك الدوسري
تويتر: AaaAm26@
البريد الإلكتروني: aaa-am26@hotmail.com