عن دار أزمنة للنشر والتوزيع صدر كتاب (متطايرة حواسي) للمؤلفة السعودية هدى الدغفق، وهو كتاب متخصص في السيرة الذاتية، عرفته المؤلفة بعنوان فرعي هو: (شذرات سيرية). وينقسم كتاب: (متطايرة حواسي) إلى ثلاثة أبواب، هي (تمرد، إلهام، محسوسات)، ويحتوي كل باب على عدد من العناوين مثل (قبو أسود، أقفال السر، نصف خطوة نصف حذاء، لسعة حسية، حقيبة قلبي، لكمة افتراضية، وردة استوائية).
والكتاب في مجمله سيرة حسية وجودية للمؤلفة، ترصد من خلاله موقعها الوجداني في بيت العائلة، وموقفها من غرفتها الشخصية، وتسترسل في سرد شخصي لتفاصيل علاقتها بموجوداتها، وتصف أحاسيسها تجاه محسوساتها، مثل خصلات شعرها وعباءتها ونظارتها وفرشاة أسنانها وطاولتها وأوراقها ودفاترها وأقلامها وأحذيتها وأقراطها والأقفال والأسلاك.. كما توثق من ناحية أخرى علاقتها المتناقضة كأنثى سعودية بالمكان خارجه وداخله، وفي المقاهي والمدن على اختلاف ثقافات سكانها والأسفار. وتحلل علاقتها القلقة مع الأجهزة الذكية ومحتوياتها وبرامجها المتنوعة كذلك. وفي زاوية مختلفة تحكي الشاعرة الدغفق في بعض شذراتها السيرية عن الصداقة والصمت والعزلة والسكون والأحلام والوحدة والعتمة والغروب والشروق والصباح والليل والغيم والمطر والسماء والأرض.. وهكذا؛ لينتهي المطاف بها للبوح عن موقفها من الفلسفة وتأثيرها فيها كذلك.
وتختتم الدغفق مؤلفها البالغ مائة وخمس صفحات بعبارة (سأطيل التحديق في الزمن. سأهتدي إلي).
ونقتبس بعض ما طُبع على الغلاف الخلفي للكتاب على لسان مؤلفته التي تقول: (مراهقتي متمرسة في الغي، في التحدي، في عناد التواريخ الهجرية والميلادية، متعصبة للقصات والرقصات الجنونية. لم تعرف طفلتي المائية بعد أن الغوص في بحر يلهو بصفوها كدر! حاولت تعلم تلك الفلسفة إلا أنني كنت مجنونة بحكمة البحر منذ مراهقتي. سأصلح من شأن لامبالاتي بتمارين عاطفية مكثفة، فبيت العالم قليل الأمن، مخادع مثل تمساح، يلاحق هلاكي.
لا شفافية أرهف من عاطفتي، لا حقيقة أصدق مني. خيالان لفرسي المنحرفة عن سبقها..).
وللمؤلفة هدى الدغفق كتاب سير ذاتي سابق بعنوان (أشق البرقع.. أرى)، صدر عام 2011، ومجموعات شعرية، منها: الظل إلى أعلى، لهفة جديدة، بلا طيره ألمي، وانطولوجيات شعرية مترجمة إلى الفرنسية والإسبانية والإنجليزية، منها: مثل نبض، سهرت إلى قدري، امرأة لم تكن، بحيرة وجهي، ريشة لا تطير)، وكتاب في التفاعل الرقمي: (هستريا الافتراض)، وكتاب حوارات فلسفية في الهوية والتلقي بعنوان: (فلسفة المستقبل).