سمر المقرن
وأنا أقرأ التقرير الذي نشرته صحيفة «الحياة» يوم الأربعاء الفائت، عن وجود أكثر 54 ألف مصاب بالاكتئاب خلال العام الماضي في المملكة. من خلال إحصائية جاءت عبر وزارة الصحة، بمعنى أنّ هذا العدد هو فقط لمراجعي مستشفيات وزارة الصحة، مما يشير إلى أنّ عدد المصابين بالاكتئاب هو أضعاف أضعاف هذا العدد، إذا ما نظرنا إلى مرضى المستشفيات الحكومية الأخرى، ومرضى المستشفيات والعيادات الخاصة، والمرضى الذين لم يراجعوا مستشفيات وعيادات ولم يخضعوا للعلاج.
أقول وأنا أقرأ هذا التقرير، تبادر إلى ذهني مباشرة «هيئة الترفيه»، ففتحت قوقل وبحثت عن موقع هيئة الترفيه ولم أجد، مع أنّ قرار إنشائها قد مضى ما يقارب ستة أشهر، وهذه مدة ليست قليلة حتى لا تضع الهيئة لها موقعاً رسمياً. بحثت عن الموقع لأطّلع على أهداف وخطط الهيئة واستراتجياتها في نشر السعادة بالبلد، فمنذ صدور قرار إنشائها في شهر مايو وإلى اليوم لم تظهر لنا أي خطط، ولم نسمع سوى عن بعض الأنشطة الترفيهية والتي من الممكن أن تقوم بها أي مؤسسة متخصصة، أو مثل تلك الأنشطة التي كانت تقوم بها أمانة مدينة الرياض، بمعنى أنّ إيجاد هيئة ليس من المفترض أن يكون لعمل أنشطة فقط، بل من الضروري أن تكون هناك استراتيجية متكاملة وأهداف قصيرة وبعيدة المدى، ومن بينها تقليص حالات الاكتئاب التي نراها كما في إحصائية وزارة الصحة مرعبة للغاية.
المجتمع السعودي بحاجة إلى تغيير ثقافة، تغيير نمط حياة، أن يجد السعادة، أن يشعر بها، فحالة الاكتئاب المرضي لا تساوي شيئاً أمام حالات الاكتئاب المزمن المستشرية في معظم الناس، بسبب الأنماط الخاطئة التي نعيشها ونُمارسها.
هيئة الترفيه من المهم أن تضع ضمن طاقمها متخصصين نفسيين يضعون بحوثهم ودراساتهم وتوصياتهم، التي من شأنها أن تُقلص حالة الملل والطفش خصوصاً بين أوساط المراهقين، من المهم كذلك أن يكون ضمن طاقمها متخصصون اجتماعيون يجرون دراسات مسحية على العادات الاجتماعية الخاطئة. أظن أنّ هيئة الترفيه أكبر من أن تعمل نشاطاً في حديقة أو ساحة، إنما عليها أن تعمل خططاً تنظر إلى المستقبل نظرة مليئة بالسعادة، خاصة وأنّ من أنيطت به أعلى هرم مسؤولياتها كفاءة مثل أحمد الخطيب!