أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: تدور كل الأدبيات عن مصائب أمتنا العربية والإسلامية حول (مشروع الشرق الأوسط الكبير)؛ وهذا التعميم بقيد (الكبير): لا يعني أمتنا إلا من جهة عموم الثقافة، ومن جهة السلوك العملي في التعامل مع الجيران بإضاءة عموم الثقافة تلك.. وإنما قلت: إن هذا العموم لا يعني أمتنا؛ لأنه يدخل فيه (الشرق الأقصى)؛ وهو الصين واليابان وكوريا، وما يسمى الهند الصينية؛ فكل دول هذا لمصطلح في عافية من مصائب أمتنا؛ وإنما لأمتنا ذكريات تاريخية لذيذة، وبينهم أقليات وما فوق الأقليات من إخواننا المسلمين الذين يفدون إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج والعمرة، ومنهم كفاآت أدبية وتاريخية وعلمية؛ وأمتنا بدافع الأخوة الإسلامية بحاجة إلى التتلمذ عليهم في كل إيجابيات معارفهم؛ وكل هؤلاء، وكل الفئة الثانية؛ وهم العامة: لهم دين في أعناقنا وأعناق من هم على طريقة السلف: أن نرعاهم بتبصيرهم بضلال اعتقادات وتصورات وممارسات محبطة العمل كالتغبير الصوفي؛ ومن الممارسات ما يتعلق بزي المسلم تعاملا مع الشعر والأظفار والملابس مع الطهارة وعدم الغفلة عن تلاوة كتاب الله وتفهمه؛ كي لا يتخذوا هذا القرآن مهجورا.
قال أبو عبدالرحمن: ومن عموم الشرق الأوسط الكبير: (الشرق الأوسط) بغير قيد حيث الباكستان وأفغانستان؛ ويدخل في ذلك الدول العربية؛ وكل هذه البلدان إرث عربي إسلامي؛ وإنما طرأت المجوسية الإيرانية؛ والصفوية الماكرة، وأفراخ الباطنية كالرافضة والنصيرية.. والتبسط في شرح أعباء (الشرق الأوسط) يحتاج إلى مداخلة خاصة أرجو الله سبحانه وتعالى أن أعان عليها.
قال أبو عبدالرحمن: ويدخل في عموم (الشرق الأوسط الكبير) من العرب ذوي الخلافة الراشدة، وملوك الرحمة مثل الدولة الأموية والعباسية، ثم العثمانية بتركيا: (الشرق الأدنى)؛ وهو كل بلدان تاريخنا الجهوري؛ وهو الذي يعاني مصيبتنا بالظلم من قبل كل قوى الشر.. كما أن مبدعي مصطلح (الشرق الأوسط الكبير): أدخلوا في الشرق الأدنى(بغير شهادة جغرافية منظورة، ولا حجة تاريخية مأثورة) ما ليس منه.. لقد أدخلوا (المغرب العربي الإسلامي)، واقترحوا مصطلح (شمال أفريقيا).. إنهم أدخلوا في (الشرق الأدنى) شمال أفريقيا بغير اصطلاح منهم بأن شمال أفريقيا داخل في مفهوم (الشرق الأدنى)؛ لأنهم لا يملكون صحة الاصطلاح؛ وإنما أدخلوه حكما.. وأعماق القارة الأفريقية انتهاء بشمال مدريد وجنوب فرنسا وما حاذاه: إرث عربي إسلامي تلاشى بـ(سفر الخروج) الذي سبق لي أن تكلمت عنه كثيرا.. كما أن القارة الأفريقية ابتداء بمصر والسودان إرث عربي إسلامي باق راهن مشاهدة وممارسة؛ فالعرق العربي والانتماء العربي باق مشاهدة، والإسلام باق ممارسة رؤية وسماعا مباشرا.
قال أبو عبدالرحمن: ما مضى هو تصور بلداننا تاريخيا وواقعيا منظورا.. إنها واقعية باقية إن شاء الله برحمة منه ومدد على الرغم من كل أدبيات (الشرق الأوسط الكبير) كما في كتاب محمد حسنين هيكل: (الإمبراطورية على الطريقة الأمريكية)؛ وإليكم واقع هذه الطريقة: (من يسيطر على الشرق الأدنى يملك الهيمنة على العالم)؛ ولكن بشرط أن يكون أهل البلدان من العرب والمسلمين ذوي وجود غير معتد به، وذلك بتنازلهم عن دينهم وعروبتهم وإرثهم التاريخي من الرقعة في سرة الأرض؛ وذلك ببركة (الحكومة العلمانية) التي وجودها غير المعتد به ببركة الغرق في حرية الشهوات والشبهات كما في الحكومات البائدة من ماركسية واشتراكية فوضوية وبعثية؛ فكان ابتلاع البوابة الشرقية (العراق)، وأنتم الآن تعيشون واقع البوابة الشمالية (سوريا).. وإلى لقاء إن شاء الله تعالى في السبت القادم، والله المستعان.