مخالفة ترتيب سور القرآن
* هل قراءة سورة من القرآن في الصلاة بترتيب معيّن هو الأولى، مثل لو قرأت سورة الإخلاص في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية سورة الزلزلة، فما الحكم في مثل هذا؟
- الترتيب على المصحف والمشي عليه في الصلاة لا شك أنه هو الأولى، وتُكره مخالفته عند جمع من أهل العلم، ومَن فعل ذلك بأن قرأ سورة ثم قرأ في سورة قبلها في الركعة الثانية لا شيء عليه؛ لأنه ثبت أن النبي -عليه الصلاة والسلام - قرأ في ركعة البقرة ثم النساء ثم آل عمران، فلم يرتب، لكن من يقول بالكراهة يرى أن هذا كان قبل العرضة الأخيرة التي حصل فيها الترتيب، ولا شك أن التزام ترتيب القرآن كما هو في المصحف هو الأولى، لكن لو خالف ذلك لا شيء عليه، وفيه مسألة في هذا السؤال وهي أنه يقرأ في الأولى سورة الإخلاص وفي الثانية سورة الزلزلة، ولا شك أن سورة الزلزلة أطول من سورة الإخلاص، والأولى أن تكون القراءة في الركعة الأولى أطول منها في الركعة الثانية.
سجود الشكر
* أرجو من فضيلتكم توضيح كيفية سجود الشكر لله، وهل يشترط له وضوء؟
- سجود الشكر سجدة مفردة كسجدة التلاوة، ويشرع إذا تجددت نعمة خاصة أو عامة، فإن من تجددت له هذه النعمة فإنه يسجد شكرًا لله -جل وعلا- كما سجد داود وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَاب [ص:24]، هذا سجود شكر، والعلماء يختلفون فيها كاختلافهم في سجدة التلاوة، هل هي صلاة يشترط لها ما يشترط للصلاة من الطهارة والستارة واستقبال القبلة وغير ذلك وتفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم كالصلاة، أو ليست كذلك؟ فإذا قلنا: إن سجدة التلاوة صلاة اشترطنا لها ما يشترط للصلاة، وكذلك سجدة الشكر، وإذا قلنا: إن ما دون الركعة لا يسمى صلاة جاز أن تفعل على أي حال، فيسجد ولا يشترط له أي شرط من شروط الصلاة، فلو سجد على غير طهارة أو غير استقبال قبلة أو ستارة وما أشبه ذلك فإنه يتم ذلك، وعند جمع من أهل العلم أن ما أقل من الركعة لا يسمى صلاة، والأكثر على أن سجود التلاوة وسجود الشكر صلاة يشترط لها ما يشترط للصلاة.
يجيب عنها: معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء