الجزيرة - الرياضة:
بين الفينة والأخرى، وفي كل مرة يبرز فيها لاعب أجنبي في ملاعبنا، تبرز المطالب بمنحه الجنسية السعودية، والحديث عنه كمنقذ منتظر قادر على إعادة الإنجازات التي طال فراقها، والتأكيد على عدم وجود لاعب مواطن يقوم بما يقوم به !!
تردد ذلك مع عدد من اللاعبين ومن أبرزهم المدافعان البرازيليان مارسيلو تفاريس وديقاو، ويتردد اليوم عن الهداف السوري عمر السومة، ومع تقديرنا لكل هذه المطالب ومن يروج لها، إلا أن حكاية التجنيس لن تحقق المنتظر منها بالشكل الذي يتوقعه البعض، وعندما نلتفت يميناً ويساراً سنجد أن هناك منتخبات قد اعتمدت على التجنيس، وأحضرت عددا من اللاعبين لهذا الغرض، فماذا كانت النهاية وهل تحقق الغرض الذي دفعها لذلك؟
الواقع يقول لا، بل إن مطالب إعلامية نادت جهراً وبكل صراحة بإيقاف مثل الإجراءات، والعودة إلى أبناء البلد فهم الأقدر على تحقيق تطلعات محبي منتخباتهم.
تجنيس اللاعب قد يحقق نتائج وقتية سريعة، لكنه لن يقدم أي شيء على المدى الطويل، كما أن الشعور الداخلي للمشجع، لن يفرح بإنجاز لاعب مجنس لغرض معين مهما على صيت الإنجاز، فالعقل الباطن للمشجع يعرف أن الإنجاز سجل باسم البلد لكنه تحقق بغير أبنائه وهو ما يولد شعوراً سلبياً في داخله.
بعيداً عن كرة القدم، وهي اللعبة الجماعية التي قد لا يكون تجنيس لاعب واحد أو اثنين كافياً لتحقيق ما ينشده المطالبون بذلك، ودونكم الألعاب المختلفة الفردية التي يمكن للاعب واحد أن يحقق فيها كل التطلعات، لماذا لم يفكر القائمون عليها في اتحاداتنا وأنديتنا بإحضار لاعبين جاهزين ثم المباهاة بإنجازاتهم؟ الإجابة ليست صعبة : لأنهم يدركون أن الدور المنوط بهم هو بناء الإنسان القادر على تحقيق الإنجاز، وخلق الأسباب المعينة لذلك، وتوفير كل الأدوات الكفيلة به، وقيادتنا الرشيدة ولله الحمد لم تقصر في هذا الجانب، فهي تدعم وتساعد وتوجه إلى كل ما من شأنه تحقيق التطلعات بأيدي أبناء الوطن، وقد تحقق ذلك في كثير من المجالات ... أو ليس ذلك ممكناَ في الرياضة.
ثم إن أنديتنا مليئة بالنجوم الأفذاذ القادرين بتوفيق الله على تحقيق كل شيء على المعشب الأخضر، وإعادة ذكريات أسلافهم في ملاعب القارة، وقد شاهدنا قولهم وفعلهم الأيام الماضية، وكيف نجحوا في رسم البسمة على الشفة، وجلب فرحة طال انتظارها في المدرج الأخضر النابض بحب الوطن والولاء الصادق له.تبقى المنتخبات رموزاً من رموز الوطن، تجب المحافظة على هويتها، وعدم المساس بها في حكاية تجنيس وما شابهها من أجل إنجاز وقتي لا يلبث أثره أن يزول، منتخبات الوطن ..كما هي لأبناء الوطن الذين ركضوا على هذا التراب الطاهر منذ أبصروا النور، وتشربوا حبه منذ اليوم الذي تلحفوا فيه بسمائه، ونهلوا من خيراته، وجرى حبه وعشقه والولاء له فيهم مجرى الدم.
فهل يدرم البعض ذلك، ويجعلون عاطفتهم جانباً، ويحتفظون باقتراحاتهم في أدراجهم، ويتابعوا أبناء الوطن وكيف رفعوا اسمه في كل محفل وفي كل مجال ؟