خالد بن حمد المالك
الذي استمع إلى خطاب المخلوع علي صالح إثر تفجير صالة الأفراح التي لم يتحدد بعد مصدر الجهة التي قامت بتفجيرها بانتظار الانتهاء من التحقيق، أدرك بداهة أنّ المخلوع بدأ يهذي، ويتحدث دون ضوابط، ويقول كلاماً لا يقوله إلا السفهاء، ولا يتحدث بمثله إلا من فقد الأهلية، ولا يمكن أن ينسب مثل هذا الكلام الوقح إلا لرجل معتوه بمواصفات علي عبدالله صالح.
* *
هذا التفجير الذي ربما اتضح فيما بعد أنه تم بمعرفته وتخطيطه وتنفيذه ظن أنه القشة التي ستقصم المملكة وحلفاءها بتهمة إنسانية بهذا الحجم، فإذا به يخرج عن طور العقلاء - وهو ليس منهم- فيتحدث بأسلوب منحط وعبارات نتنة، مصعّداً في بذاءات غير مسبوقة تطاوله القذر على أسياده في المملكة ودول التحالف.
* *
لقد كشف المخلوع في خطابه أنه يعيش في أزمة، وأنه فقد السيطرة على أعصابه، بسبب ما يعانيه من إحباط، ومن هزيمة مذلة في مواجهته لقوات التحالف، ومن شعور بأن مصيره ومحاسبته على ما اقترفه من جرائم بحق الشعب اليمني أصبح قاب قوسين أو أدنى، دون أن يجد ملاذاً آمناً يؤويه، أو سلطة تحميه، أو محاولات ناجحة للهروب من النفق المظلم الذي يؤويه.
* *
ظن في خطابه أنه سيكسب الشعب اليمني الشقيق، وأنه مع الحوثيين مدعوماً من إيران سيكون قادراً على المحافظة على العشرين بالمائة من مساحة اليمن التي لم يتم تحريرها بعد، وأن لديه الإمكانات لإحكام قبضته على ما تبقى من الأرض وإبقائها تحت سلطته، ومثل هذه الأوهام هي التي تمسك بها من سبقه من الحكام المجرمين، الذين اعتقدوا أنهم فوق إرادة شعوبهم، بطغيانهم وجبروتهم، وإحكامهم السيطرة على رقاب الناس، فإذا بهم يخسرون كل شيء، إلا من سجل أسود يمتلكونه في مزبلة التاريخ.
* *
لا، أيها المخلوع، فأنت مغيّب عن معرفة الحقيقة، ومن التسليم بواقع الأمر، وغير مدرك بأن أيامك معدودة، وأن المال الذي سرقته من قوت الشعب، ومن دعم الأشقاء لليمن على مدى ثلاثين عاماً، وتنفق منه الآن على معاركك العبثية الخاسرة لن يفيدك بشيء، ولن يوقف هذا الهدير الشعبي العارم الذي أقصاك من الحكم، ولا يزال يطاردك الآن بعد أن تآمرت عليه، وهدفه أن يقتص منك، وأن يحاسبك على جرائمك وخيانتك للوطن.
* *
قل ما تشاء من الشتائم، ومن الكلام الرخيص، فهذا لن يمنع العدالة من الوصول إليك، ومن أن عاصفة الحزم مصممة على إعادة الشرعية، ومنع إيران من أن تكرر تجربتها في العراق وسوريا ولبنان في اليمن، وأن المملكة ترى أن اليمن حديقة خلفية لأمنها، فضلاً عن أنها تنظر إلى اليمن كدولة شقيقة يجب مساندتها ضد التدخلات الإيرانية، كما أن المملكة ودول التحالف ملتزمة بأن تعيد النظام الشرعي إلى اليمن، مهما كلّف ذلك من ثمن، ولن يمنعها صراخك وعبدالملك الحوثي أو حسن نصر الله أو أي من عملاء إيران في المنطقة.