«الجزيرة» - محمد السنيد:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن التحديات السياسية والثقافية التي تواجهها دول مجلس التعاون الخليجي تتطلب التكامل على المستويين الإنساني والحضاري بنفس حجم الاهتمام بالتجهيزات الأمنية والعسكرية، وأن التحصين الثقافي والفكري مهم كالتحصين الأمني لاستقرار الدول وتقدم شعوبها واعتزازها بهويتها.
وقال سموه في تصريح صحفي في ختام زيارته ووزراء السياحة بدول المجلس للمعرض السنوي الثاني للحرف والصناعات اليدوية لمجلس التعاون الذي يقام في المتحف الوطني بالرياض، قال: إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله - رجل ثقافة ويعتد بالتاريخ ويردد دائماً أن الأمم التي تنسى تاريخها لن يكون لها مستقبل.
وأوضح سموه أن حديث خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - خلال استقباله لأصحاب المعالي الوزراء المعنيين بالسياحة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مهم، حيث أكد على دور الثقافة والتراث الحضاري والسياحة متضامنة في تعزيز التكامل بين دول الخليج ومواطنيها وترابطهم التاريخي والحضاري وتعزيز هويتهم الوطنية، واليوم دول الخليج تمر بتحديات وظروف مشتركة، ووجدنا جميعاً كقادة ومواطنين قبل كل شيء أن تكاتفنا وتكاملنا هو طريقنا للمستقبل، واليوم أصبحت دول مجلس التعاون تمثّل إحدى الوجهات السياحية المهمة على مستوى العالم وخطوط الطيران فيها من أضخم شركات النقل عالمياً، وتتميز بإرث حضاري مشترك ضارب في عمق التاريخ، فنحن نملك جميع العناصر التي تجعل من دول الخليج بتكاملها وتضامنها تسهم بدور أساس في استقرار وتطور العالم ومستقبل الإنسانية.
وبين أن الاهتمام بحماية المواقع التراثية والتاريخية في المملكة وتأهيلها يندرج تحت برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة الذي أُعلن عن تمويل المرحلة الأولى منه بأكثر من ثلاثة مليارات ريال سيعيد الحياة لكثير من المواقع التي اندثرت أو بدأت في الاندثار، إضافة إلى خمسة عشر متحفاً رئيساً على مستوى المملكة منها متاحف التاريخ الإسلامي، والمتاحف الإقليمية في جميع مناطق المملكة.
وقال سموه: إن الدراسة التي تقوم بها الهيئة مع منظمة السياحة العالمية واليونسكو والبنك الدولي لتقييم الأثر الاقتصادي الناتج عن المحافظة على التراث الوطني وتعزيز السياحة التراثية والثقافية، ستقدم أرقاماً هائلة لاقتصاد جديد سوف ينشأ، وبدأ ينشأ الآن، لكي يُحدث نقلة في الاقتصاد، لأن المواطن لا يحتاج أن يكون موظفاً حكومياً فنحن نؤمن بوجود الاقتصادات الفردية والأسرية التي هي العمود الفقري للاقتصادات العالمية اليوم،