التاريخ يعيد نفسه في حماية البيت والحرم.. رؤية تاريخية وإطلالة شعرية لسلمان العروبة والإسلام..
جرّدْ من الحزمِ سيفًا يُبطلُ الكذبا
واشعلْ بعزمكَ نارا تحرقُ الخُطبا
سلمانُ، ماذا يقولُ المادحون وقدْ
أخجلتْ في مدحكَ العليا والرُّتبا
سلمانُ يا قبلةً للحقِّ قد شَمختْ
في وجهِ من يعبدون النارَ والشُّهُبا
أين المجوسُ عُبّادُ النارِ هل قُطعتْ
أقدامُهم، ثم ضاقَ الجلدُ والتصبا؟!
كانوا قد انفعلوا يوما بما افتعلوا
وصدّقوا ذلك التدليسَ واللَّغبا
قالوا لحُجاجِ بيتِ الله نُفزعكم
يومَ المبيتِ، فلا تستأمنوا الرُّقبا
وقالَ سلمانُ: بيتُ الله نحرسُه
من كلِّ باغ أتانا يركبُ الغَضبا
قالَ المجوسُ، وقالَ الله قد كَذَبوا،
ما قالَ سلمانُ عند الله قدْ وَجَبَا
وزمرةُ البغيّ، لا عادتْ عوائدُها،
أحلامهُا قد غدتْ نَهبًا لمن نَهبا
يصيحُ صائحُهم فيهم فيفزعُهم
حتى يرى الناسُ من أفعالِهم عَجبا
ما أجبنَ الفُرسَ، لا دالتْ دويلتهم،
أفعالُهم أخجلتْ من قالَ أو كَتبا
قولوا لكسرى وأذنابِ المجوسِ ومن
لفّوا عمائمَهم كي يُشعلوا الحَطبا
ومن إلى آل بيت المصطفى انتسبوا
لكنهم أخطأوا التشريفَ والنَّسبا
أين الخُميني الذي كانتْ رسائلُه
في كلِّ حدبٍ تدسُّ السمَ والعَطبا؟
هاقد أتمَّ الذي حَجّوا مناسكَهم
وعادَ من عادَ للأوطانِ مُكتسِبا
فذاك سلمانُ سِلمٌ للذي سَلموا
لكنه الحربُ فيمن ضلَّ واحتربا
سلمانُ سيفٌ من الرحمنِ جرّده
في وجه فارسَ حتى عادَ مُكتئبا
قولوا لكسرى وأذنابِ المجوسِ ومن
يساندُ الفُرسَ؛ عُجما كانَ أو عَربا
لا تأمنوا غضبةَ الليثِ الهصورِ وقد
أزالَ سلمانُ رأسَ الدابِ فاحتجبا
يا خادمَ البيتِ إن البيتَ مبتهجٌ
بعرسِه، وبمن قد زارَ واقتربا
ذاك السلامُ الذي عاشَ العبادُ به
أيامَ منسكِهم من غيثكَ انسكبا
وهذه الدارُ إذ تحيا مُؤمَّنة
والأرض من حولها قد سُعّرتْ لهبا
فذاك فعلكَ لما أن وَصَلتَ بها
خطًّا بناه لها أجدادُكَ النُّجبا
وقد حفظتَ وقد أتممتَ ما كسبوا
لما رفعتَ لها الأوتادَ والطُّنبا
فاهنأ بمجدٍ عظيمٍ أنتَ صانعُه
مجدًا تُزاحم فيه الدّهرَ والحِقبا
- شعر/ د. هند بن عبدالرزاق المطيري