د. ناهد باشطح
فاصلة:
((تغيير السرير لا يشفي الحمّى))
- حكمة إنجليزية -
المراقب للتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمجتمعنا يتساءل بالطبع عن دور الصحافة في هذه المرحلة من تاريخنا.
صحافة اليوم اختلفت بعد أن تسبب النمو السريع لتأثير الإنترنت خاصة بعد عام 2000، في أن تأتي الأخبار إلى الجمهور دون أن يبحث عنها أو يدفع المال لأجل الحصول عليها. وهذا تسبب لأزمة طالت بعض صحفنا وقد عانت وتعاني منها المؤسسات الصحافية على مستوى العالم فقد أعلنت بعض صحف أمريكا إفلاسها مثل روكي ماونتن نيوز (Rocky Mountain news) (دنفر) وشيكاغو تريبيون (Chicago Tribune) ولوس أنجلوس تايمز (Los Angeles Times) وغيرها.
ولست في مجال الحديث عن تأثير الأزمة على مؤسساتنا الصحافية بقدر ما أود الحديث عن الأدوات التي يفترض بها التحديث في مهنة الصحافة حتى تستمر في تأثيرها الإيجابي في المجتمع، حيث ظهرت تقنيات متخصصة لجمع المعلومات ونشرها مما زاد في نشر الأخبار، لكن الصحافيين لم يطوروا أدواتهم وبالتالي فإن فن مثل التحقيقات الاستقصائية لم يركز عليه من قبل صحفنا الأمر الذي أفقد الصحف جمهورها فالقارئ اليوم لم يعد بحاجة لمزيد من الأخبار إنما أصبح يتجه إلى من يمكنه من متابعة التغيرات الهامة للقضايا والدراسة التحليلية للبيانات والوثائق.
إن تأثير النخبة في المجتمعات بشكل عام لم يعد مؤثراً ولا يشكل ذات الأهمية في بناء الأخبار لذلك من المهم أن تلتفت المؤسسات الصحفية إلى أهمية التخصص في الصحافة، من خلال القوالب المختلفة مثل الملحق (supplement) الذي يضم مواد صحافية في إطار وحدة الموضوع أو الأقسام المتخصصة (section) الذي يضم مجموعة من الصفحات المتخصصة.
أو الصفحات المتخصصة specialized pages وتعالج مواداً متشابهة في المضمون، وهناك أيضاً الركن الثابت المتخصص الذي يحتل جزءاً أقل من الصحافة ويعالج مضموناً متخصصاً واحداً بعدة أشكال صحفية.
أو على أضيق النطاق يمكن أن توجد الصحف الأبواب الثابتة مثل عمود أخبار في أي مجال له عنوان ثابت.
يمكن أن تكون الأشكال الصحافية المتخصصة المذكورة موجودة في صحفنا المتنوعة ولكنها قد لا تتسم إلى حد ما بأهم سمات الصحافة المتخصصة حيث الجدية والتعمق في الطرح حيث إنها تعتمد بشكل أساسي على أساليب الكتابة العلمية من استخدام البحث والتحليل والوصول إلى نتائج مسببة منطقياً وعقلياً.
ولكن قبل كل هذا هل يوجد لدينا الصحفي المتخصص؟
هذا حديث المقال القادم بإذن الله.