في جاليري حافظ بجدة كان لتجربة الفنان التشكيلي أحمد فلمبان قبل أيام موعد مع أعين عشاق إبداعه الذي لم يغب يوما حتى لو أخذ قسطا من الراحة أو اعترضه ظروف صحية، فالفنان أحمد فلمبان من الفنانين الملتزمين بقبول الدعوات والحضور إما بمشاركة أعماله أو بتشجيع أصحاب المعارض يملك قلما له أثره وتأثيره أعاد كثيرا من الخطوط الملتوية في الفن إلى طريقها الصحيح ولفت أنظار المخطئين في كيفية التعامل مع إبداعهم خصوصا من الشباب إلى كيفية فهم ما يقومون به اعتمادا على طلب الثقافة واكتساب الخبرات، معرضه الأخير جاء حاملا عنوان «اجترار المواجع» وكأنه يعبر عن حالة المرض التي لازمته قرابة عامين، لم تبعده عن إبداعه فأحالها إلى رموز طبعها على الورق، يلمح فيها بخواطر ملونة رسمها كما كان يكتبها أو يتحدث بها جاعلا للمشاهد فرصة الإحساس بها من خلال الخطوط والألوان صورة محزنة كما أراد أن يراها المتلقي عبّر بها عن الإنسانية التي عاشها تمثلت في الجحود والنكران وما شاهده من معانات الآخرين في مثل حالته المرضية.
اشتمل المعرض على 31 لوحة استخدم فيها ورق الفبريانو والكانفاس المشدود على كرتون بألوان الأكريلك بمقاسات موحدة، إضافة إلى ما عرف منه بأسلوبه في استخدام الوسائط كالمجلات والصحف وأكياس الإسمنت والمعاجين ومواد عدة. كما دشن على هامش المعرض كتابه المعنون بـ(ماذا.. ولماذا...؟ أسرار اللون وحدس الضو)، وهو كتاب توثيقي عن أعماله الفنية خلال نصف قرن.
هازم المرض بالفن
الفنان أحمد فلمبان يمكن وصفه بهازم المرض والجحود فهو يقول في تصريحاته أن الفن في دمه وروحه وجزء من حياته ولا أستطيع الاستغناء عنه، ويضيف قائلا.. أنا موجود في الفن ولم أترك العمل من أجله أو أغيب عن المشاركات يوما واحدا مشيرا إلى جولاته العالمية حيث شارك في معارض جماعية في روما وبرلين وسيكون له خلال الشهرين القادمين مشاركة في روما وميلانو ونابولي وفيينا، معلقا على حضوره المحلي مؤخرا بأنه للمشاهدة والالتقاء بالزملاء وتشجيع المواهب عاتبا على ما يحدث للفن من الشللية وما يتم من كتمان وسرية المشاركات فيما بينهم ومن له شأن في أمور الفنانين، بالإضافة إلى محدودية الأنشطة ونمطية معارضها وتدني مستواها والغثاثة في معظمها، أنا لا أميل إلى هذا الأسلوب، معللا الابتعاد بأنها مرحلة تأمل واسترخاء وإنهاء ما لدي من التزامات فنية، منها طباعة كتابي «لماذا..؟ ولماذا...؟» الذي تم تدشينه مع هذا المعرض، سيتبعه كتاب «فن في نصف قرن» وهو يحوي أكثر من 900 صفحة ويضم أكثر من 700 فنان وفنانة وهو الآن بفضل الله في طور الطباعة وسيصدر إن شاء الله مع بداية العام 2017م.