زكية إبراهيم الحجي
الاقتصاد الأسري مصطلح يدل على البنية الأساسية للإنتاج والاستهلاك داخل الأسرة.. وقد استُخدم في أوروبا لفترة من الزمن لوصف الأسر المُنتجة والمسوِقة لمنتجاتها كوحدة اقتصادية متخصصة بالعمل والإنتاج سواء داخل محيط منزلها أو مزرعتها إن كانت تمتلك مزرعة.. حيث تشارك الزوجة الزوج والأبناء حرث الحقول وجمع الحبوب ثم تسويق الإنتاج وبيعه للانتفاع بريعه في تحسين أحوالهم المعيشية وتعويد أبنائهم على العمل وأن فرص العمل يستطيع الإنسان أن يخلقها ويوفرها لنفسه إن كان جاداً وطموحاً.
مسمى الاقتصاد الأسري يقابله لدينا مسمى الأسرة المنتجة.. والأسرة المنتجة هي خطوة لتعزيز الاستثمار من المنزل الذي يعتبر أحد الروافد الداعمة لنمو الاقتصاد الوطني لما للمشروعات المنزلية الصغيرة التي يشارك فيها أفراد الأسرة من دور واضح في تحريك الاقتصاد الوطني.. ومحاربة الفقر وتنمية المواهب والسلوك الإنتاجي كقيمة اجتماعية للأسرة وأفرادها.. واستثمار الوقت المتاح لدى الأسرة في الإنتاج لتنمية مفهوم قيمة الزمن كعنصر هام في حياة الأسرة والمجتمع هذا إلى جانب الحد نوعاً ما من البطالة وإلى تحسين مستوى دخل الأسرة المنتجة.
إن مشروعات الأسر المنتجة هي نواة نموذجية للمشروعات الأسرية الصغيرة التي غالباً ما تدار من قبل ربة البيت كونها المسؤولة الأولى عن كل ما يتعلق بالأسرة وبيت الأسرة يشاركها في ذلك أفراد أسرتها ثم إن ما يميز الإنتاج المنزلي هو التنوع ولكل تنوع مذاق مختلف.. ولا شك أن الوصول إلى الأسر المنتجة والمستثمرة من داخل منازلها وقياس مقدار إنتاجيتهم وقيمتها الكلية ومدى جودتها ومن ثم مقارنة ذلك بما يعرض في الأسواق سواء كان مستورداً أو مصنعاً في مصانع سعودية محلية يعكس الأثر النفسي والاجتماعي والثقافي للأسرة المنتجة إلى جانب التحول في مجال التنمية الاقتصادية نحو الأفضل من خلال الإنتاج والتسويق وبالتالي فتح منافذ وآفاق أوسع لعمل المرأة.
تتميز مشروعات الأسر المنتجة بالتعدد والتنوع وذلك وفق المهارات التي تمتلكها أو التي يمكن أن تكتسبها المرأة راعية الأسرة والمشروع.. ولا يمكن إنكار التجارب الرائدة على المستوى العمل والإنتاج لنساء سعوديات نجحن في مجال الاستثمار من داخل منازلهن.. وتخطين الحدود الجغرافية لتسويق منتجاتهن
اليوم أصبح من المؤكد أن تحقيق التنمية الاقتصادية والنهوض بمستوى الفرد مادياً ومعنوياً وتنموياً يتطلب الاهتمام بمقدرات البشر وبما أن المرأة لم تعد رقماً صعباً في مجال التنمية وباتت بصماتها واضحة وجلية فإننا مطالبون بتفعيل وتعزيز ودعم تجارب الأسر المنتجة كغيرها من تجارب النساء الأخريات في المجالات المختلفة وذلك ليكون هناك مردود إيجابي على الأسرة المنتجة نفسها وعلى المجتمع بأكمله.