«الجزيرة» - تواصل:
لطالما أولت تويوتا اهتمامها بخصائص وميزات السلامة والأمان على مدى الزمن، ورصدت ميزانية كبيرة للأبحاث والتطوير في هذا المجال، سعيًا لابتكار أفضل الوسائل والتقنيات التي تضمن - بإذن الله- سلامة الركاب وأمانهم بشكلٍ عام. لقد جعلت تويوتا معايير الأمان والسلامة العالية في جوهر عملها، من خلال ثلاثة عناصر أساسية: الأفراد، والمركبات، وبيئة القيادة، وهي تقوم بتطوير ميزات الأمان المتنوعة بناء على تلك العناصر، ومن خلال منهجية تعتمد ثلاث مراحل. هي:
التحقيق في الحوادث وتحليلها، والمحاكاة والتطوير، ثم التقييم. وبطبيعة الحال، لا يركز مهندسو تويوتا على زاوية واحدة فحسب، بل يتخذون منهجية متكاملة وفلسفة تقول: إن أمان المركبات الحقيقي ينبع من النهج العام المعتمد في ابتكار خصائص سلامة ليكون من شأنها حماية السائقين والركاب في كافة المركبات على الطريق. أن مفهوم السلامة المتكامل يجمع مجموعة متنوعة من الخصائص النشطة والأخرى الوقائية.
وتتضمن الخصائص النشطة الابتكارات التقنية التي تجذب انتباه السائق بشكلٍ سريع؛ ومنها: نظام تثبيت السرعة، الذي يتواءم مع العناصر حول المركبة ويتحكم بالسرعة تبعًا لها، ونظام النقطة العمياء، ونظام التنبيه عند مغادرة المسار، الذي يحذر السائق عندما ينحرف خارجًا عن المسار الخاص به على الطريق. كذلك، هناك نظام الإنارة الأمامية المتكيف، الذي يعمل على تثبيت المركبة عند المنعطفات. كافة هذه الخصائص والأنظمة أثبتت فعالية كبيرة في خفض عدد الحوادث المرورية. لكن على الرغم من ذلك، هناك حوادث لا يمكن تلافيها، وهكذا، ابتكرت تويوتا تقنية جديدة يمكنها تخفيف حدة الحوادث المرورية، حيث يعمل الرادار على تنبيه السائقين بضرورة الضغط على الفرامل لتجنب وقوع الحادث. وفي حال لم يستجب السائق للتنبيه، فإن نظام الكبح قبل الاصطدام يتدخل تلقائيًا وينفذ عملية كبح السيارة. وعند حدوث اصطدام ما، تقوم أنظمة السلامة الوقائية بالوظائف التي صممت من أجلها، وهي تتضمن هيكل المركبة المصمم لامتصاص أكبر قدر ممكن من الصدمات وحماية الركاب، وأحزمة الأمان، إلى جانب الوسائد الهوائية، وغطاء المحرك، الذي يصمم لخفض حجم الإصابات التي تلحق بالمشاة عند وقوع أي اصطدام.
هذا، وقد تم اختبار غطاء المحرك والتحقق منه إلى جانب عددٍ كبيرٍ من ابتكارات السلامة، وذلك باستخدام دمى الاصطدام التقليديتين بنوعيها، إضافة إلى دمية تويوتا المبتكرة، التي يطلق عليها «TUHMS»، وهي نموذج افتراضي حاسوبي يحاكي إلى حدٍ كبيرٍ أجزاء جسم الإنسان المختلفة، ويستخدم لمحاكاة الإصابات عند اصطدام المركبات، ويتضمن تفاصيل العمود الفقري، والرأس، والأعضاء الداخلية للجسم البشري. وهكذا، تستخدم هذه الدمية الافتراضية لتتبع آلية حدوث الإصابات لكافة أعضاء الجسم داخليًا وخارجيًا، كما يتم من خلالها تحديد مدى فعالية خصائص السلامة في الحد من الحوادث أو خفض معدلها.
هذا، ولا تقتصر الدمية الافتراضية على حجمٍ واحد لفرد بالغ، بل تشمل مختلف الفئات العمرية للأطفال، ومن مختلف الجنسيات، ويتم الاستعانة بها في الاختبارات والتقييمات في اليابان ودول منطقة آسيا والباسيفك، وأوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية كذلك.
وتعد خصائص السلامة المتقدمة التي تطورها تويوتا من الأهمية بمكان في السوق السعودي، خصوصًا مع معدل الحوادث والإصابات المرتفع نسبيا، حيث أسهمت تلك الخصائص بخفض ذلك المعدل في أسواق أخرى، ويعزى ذلك بشكلٍ كبير إلى أنظمة السلامة النشطة والوقائية المتعددة، حيث يتمتع السائق بسيطرة أكبر على المركبة، خصوصًا إذا ما كان متيقظًا وواعيًا تمامًا لمخاطر الطريق، مما يسهم بإذن الله في خفض الحوادث المرورية إلى أدنى مستوياتها على الدوام.