علي الصحن
عرف الشارع الرياضي رابطة دوري المحترفين عام 2008 باسمها القديم هيئة دوري المحترفين، ووفقاً لموقعها الإلكتروني فإنها رابطة (مستقلة) (تحت مظلة) الاتحاد السعودي لكرة القدم، رغم وجود من يعتقد أن ثمة ازدواجية بين أعمال وأهداف ورؤى كل من الاتحاد والرابطة، ومن لا يزال يجهل أدوار الرابطة والمهام المنوطة بها ونظامها الأساسي ومرجعيتها التشريعية، والجهة المخولة بالرقابة عليها!!
وبعيداً عن الأهداف والرسالة والرؤى البراقة التي تضمنها موقع الرابطة، وعن مدى تحقيقها على أرض الواقع، وعن قدرة الرابطة على تحقيقها أصلاً بالأدوات المتوافرة لديها، فإن هناك من يتساءل عن العمل داخل الرابطة وعن نظامه الأساسي، وهل يتم تطبيق كل ما تضمنه فعلاً، وهل تم اعتماده من قبل الجهة المختصة أصلاً؟؟
والتساؤل يصل إلى مستوى رئيس الرابطة، ومتى يتم تعيينه بالانتخاب بعيداً عن آلية التكليف الحالية، ووفقاً لما تضمنته المادة (23) من نظام الرابطة، وهل الشروط المنصوص عليها في الفقرة (8) من المادة ستطبق على الرئيس المكلف، أم على الرئيس المنتخب فقط ولاسيما فيما يتعلق (بالمؤهلات العلمية والخبرات وعدم الجمع بين العمل في الرابطة وأي عمل أو وظيفة أخرى في أحد الأندية اوالاتحادات أو الهيئات الرياضية أو عضواً بمجلس الإدارة أو حاملاً للعضوية الشرفية أو العضوية في الجمعية العمومية لأي ناد) وهذه شروط مهمة جداً منعاً لتعارض المصالح وازدواج المسئوليات وضمان النزاهة والحيادية ودفع شبه الفساد.... وحتى لا نشاهد مسؤولاً يحضر اجتماعات الرابطة في النهار، ويحتفل بانتصارات فريقه في المساء، وهو أمر يضرب النزاهة والحياد في الخاصرة!!
والحديث عن الرابطة يصل أيضاً إلى إيراداتها المالية ومصروفاتها، وهل هناك موازنة أعلنت قبل بداية السنة المالية لها خلال ثمانية أعوام مضت، أو ميزانية أعلنت بعد نهاية السنة، وهل هناك تقارير مالية صدرت عن أعمال الرابطة من قبل مراجع مستقل؟ وهل تخضع كل أعمال الرابطة المالية منها والإدارية لأعمال مراجعة وتقييم أداء يكشف مدى قدرتها على تنفيذ أعمالها بكفاءة وفعالية... وبأقل تكلفة مالية؟
والحديث عن الرابطة لا يمكن أن يتجاوز آلية التعيين على الوظائف التنفيذية والمساندة فيها، وسلم الأجور والرواتب الخاص بها، وما يحصل عليه العاملون فيها وعليها من بدلات وانتدابات في الداخل و(الخارج)، ومن يوافق على هذه المهام، وهل للأعضاء صوت مسموع في هذا الجانب؟ وهل هناك طرف مستقل يمكنه أن يراجع أعمال الرابطة في هذا الجانب، ليس لعدم الثقة في القائمين عليها، ولكن لضمان اكتشاف أي أخطاء ومخالفات وتجاوزات مالية في الوقت المناسب، وإعداد تقارير دورية تقدم للمهتمين عن أعمال الرابطة وإنجازاتها.
والحديث عن الرابطة لابد أن يتضمن التساؤل حيال وجود دليل أو قرار تفويض الصلاحيات وتوزيع المسؤوليات، ودليل تنظيمي يوضح التفاصيل المطلوبة عن الرابطة وأنظمتها ونشاطها، وهي أمور ذات أهمية بالغة لإتمام عملية بناء الهيكل التنظيمي للرابطة المشار إليه في المادة (10) من النظام الأساسي لها (المنشور في موقعها الإلكتروني).
قريباً من ذلك كله...يبقى السؤال الأهم: ماذا حققت الرابطة من إنجازات حتى اليوم، وهل حققت الإقناع الكامل بعملها سواء للشارع الرياضي أو للأندية الأعضاء، ووفقاً لما تضمنته رؤيتها ورسالتها وأهدافها؟
هل ساهمت في الارتقاء بدوري المحترفين إلى مستوى النخبة فعلاً؟
هل نجحت في ربط كرة القدم بجوانب التثقيف والترفيه المجتمعي؟
هل أصبحت فعلاً منظمة رياضية إنسانية تتفاعل مع احتياجات المجتمع الإنسانية وتعزز قيم تعاون المجتمع مع بعضه البعض بكل فئاته؟
هل نظمت الدوري وأدارته بشكل فعال تجارياً وإعلاميا؟
هل ساهمت في تحسين بيئة الملاعب الرياضية وبالتالي زيادة متوسط الحضور الجماهيري؟
هل نجحت في زيادة مصادر دخلها بما لا يقل عن 10% سنوياً؟ وهل زادت الإيرادات الفعلية تبعاً لذلك؟
هل عملت الرابطة بشكل فاعل واقتصادي وكفء بالفعل لتحقيق كل ما سبق؟
أعود لأقول، دعونا من الوعود البراقة والكلام المدهون بالعسل، نريد عملاً وإنجازات على أرض الواقع، نريد مثلاً أن ننسى حكاية البوابات الإلكترونية الشهيرة، وهي الحكاية القديمة التي تصلح أن تكون عنواناً حقيقياً لكل ما يليها من أحداث ووعود!!
- نصيحة:
«لا تقدم وعوداً ولا تلتزم بتشريعات لست قادراً على تحقيقها»