إن الإعلام الرقمي بات فضاءاً يحتاج لإشراف عصري يحد من خطره، ولقد شهد العصر الحديث تحولا جذريا في مفاهيم كثيرة لعل أحد أسبابها ثورة المعلومات وتعدد وتطور وسائل التقنية التي أدت أدوار كثيرة وكبيرة لخدمة الإنسان وعمله.
والحديث عن التقنيات يولجنا في مسار إيجابيات الإعلام الرقمي وهو أمر مهم يدركه الجميع وخصوصاً العاملين في مجال الإعلام والدعوة وغيرها.
ولعل الأهم هو الكشف عن المشاكل التي تحدث في المجتمع من مخاطر الاستخدام الغير صحيح للإعلام الرقمي ذلك الخطر الغائب عن المناقشة.
إن تهاون البعض في إطلاق بعض الصور والمقاطع التي فيها ابتذال أو خلاعة بلا إحساس بالمسؤولية التي ستفرزها تلك الصور في المتلقي لهي أهم مشاكل سوء استخدام التقنية وهو أمر خطير يستحق مناقشته من كل مؤسسات المجتمع التي تقع على عاتقها تربية الجيل الجديد المسلح بالقيم والمحافظة على العادات والتقاليد ورفع مستوى الإحساس بالمسؤولية والتي تندرج تحت خارطة القيم.
كما أن لفت الأنظار إلى المخاطر المتعددة الناجمة عن سوء استخدام ما يعرف «بالسوشيال ميديا» أو التواصل الاجتماعي الجديد والسعي لبيان مخاطرها وقرع أجراس خطرها أمر مهم فالواقع صادم والقادم خطر مدمر سيقتلع القيم إذا لم نضع الحلول القوية الحازمة للحفاظ على الإنسان المسلم من عبث خطير ينتشر بأصابع وأدوات السوشيال ميديا تكشف فيه ومنه العورات ويتباهى البعض في فضائه بخبراته في التصوير والمونتاج بما كشفه من عورات للعفيفات الغافلات أو غيرهن دون خوف من الله أو حياء
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} الآية.
وهذا الأمر الخطير يستدعي أمرين الأول العقاب والثاني التوعية.
ولعل التوعية هي البداية الصحيحة لاقتلاع أي ظاهرة سلبية في المجتمع تؤثر على سلامة عقول وقيم أطفالنا بشكل خاص وبقية فئات المجتمع بشكل عام لذا فإن مسؤولية توعية الأطفال بمخاطر استخدام السوشيال ميديا تقع بشكل أكبر على الأسرة فهي نواة المجتمع والأم والأب مدرسة لكل أفراد الأسرة.